روايه جديده ورائعه من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

ولا غلط دي مش مشكلتك دي مشكلتي أنا وأنا اللي هحلها وحاجه أخيرة يا منة...
وفاجئها بأن أمسك بجانبي رأسها بين راحتيه مقربا وجهها منه وهمس أمام شفتيها
أنا مش هسيبك لا انهرده ولا بكرة ولا حتى لو فضلتي بعيد عني عشر سنين! انتي مراتي وأم بناتي وانتي وهما كل حياتي فياريت تدخلي الكلام دا في مخك الناشف دا لأني لما هآجي المرة اللي جاية هآجي علشان ترجعوا بيتكم...
لم يتثنى لها الرد عليه اذ تناول شفتيها في قبلة سريعة ولكن حاړقة ثم تركها وهو ينظر اليها بنظرات متوعدة قبل ان يستدير منصرفا ولكن قبل ان يغادر وقف أمام باب المنزل قائلا
بوسيلي هنا وفرح وقوليلهم بابا جاي قريب اوي علشان ياخدنا ونرجع بيتنا تاني فاهمه

يا منة...
لم يدع لها المجال للأجابة وانصرف مسرعا صافقا الباب خلفه في حين جلست هي على المقعد وراءها وهي تشهق بغصات بكاء حار بينما سالت دموع غزيرة تغسل وجنتيها الشاحبتين...
سافرت عائلة منة الى الاسكندرية حيث الخالة سهام صممت الأخيرة على استضافة عائلة شقيقتها كاملة في منزلها السكني وعندما تعللت عواطف باستحالة ذلك نظرا لضيق المكان مقارنة بعددهم فهي ستصطحب معها منة وابنتيها واحمد وزوجته وابنته وطبعا خلافها هي وزوجها ولكن سهام أخبرتها بأن النساء سيمكثن في منزلها بينما الرجال سيمكثن في شقة نادر التي تعلو شقتها!!
كانت منة تسير بمحاذاة الشاطيء تاركة ابنتيها تلهوان مع ابنة أخيها مرام تراقبهن إيناس بينما أحمد يسبح في مياه البحر الفيروزية كان هواء البحر المحمل برائحته العبقة يضرب وجهها الفتي بينما يتطاير طرف وشاحها الحريري فغدا كشلال من اللون الابيض يتناثر حولها مما أكسبها جمال أخاذ جعلها كلوحة تحبس الانفاس لروعتها التي تخلب الألباب وقفت أمام شاطيء البحر تتأمل أمواجه المتلاحقة وشردت في حالها هي في الاسكندرية منذ يومين ولا تعلم شيئا عن سيف كما أنها لم تخبره عن سفرها هي والبنات برفقة عائلتها ولم يفاتحها أحد من عائلتها بشأنها هي وسيف فشكرت لهم امتناعهم هذا حتى تستطيع جلاء عقلها والتفكير بروية بأمرها هي وسيف وكلما مر الوقت وأمعنت في التفكير تجد أنه لا مناص مما منه بد فستظل الكلمات التي قرأتها وما شاهدته من لقطات أمام عينيها حتى عند أغماضهما فإن ما علمته يرتسم أمام مخيلتها وبكل وضوح...
البحر أفضل كاتم أسرار لما بكون متضايق ما بلاقيش غيره أفضفض له ويشور عليا أعمل ايه!....
التفتت منة الى محدثها والذي لم يكن سوى... نادر ابن خالتها!..
ابتسمت منة وأجابت برزانة
دي فلسفة شكلك بتحب البحر أوي...
وقف نادر بجانبها ونظر الى البحر الذي تتهادى أمواجه أمامه وأجاب بهدوء
البحر الوحيد اللي بيسمع لي من غير ما يزهق بحس أنه بياخد ويدي معايا في الكلام البحر هو الوحيد اللي مخذلنيش حبه يبقى طبعا لازم أحبه !!....
ابتسمت منة وقالت وهي تهم بالابتعاد
يا بختك بصديق زيه...
سار بجانبها وتكلم وهو يتوخى الحذر
منة..أنا مش هدخل في حياتك إنت وسيف خصوصا وأنا معنديش فكرة عن ايه اللي حصل بينكم لكن احساسي بيقوللي انه حاجه وحاجه كبيرة اوي كمان على فكرة انا ماصدقتش خالتي لما بتقول انك جيتي معهم علشان احمد موجود وانه سيف عنده شغل فعلشان كدا معرفش ييجي سيف مش ممكن يسيبك تيجي انت والبنات لوحدكم وخصوصا إنتي!! من سابع المستحيلات انه سيف يسيبك تبعدي عنه ثانية واحده دا طبعا غير الحزن اللي انا شايفه مالي عينيكي !!..
أجابت منة وهى تواصل سيرها بابتسامة صغيرة
حكيم عيون حضرتك!.. ثم تابعت حديثها بعد أن زفرت عميقا
بص يا نادر أنا مش هكدب ولا ألف وأدور طبيعي انه أي زوجين بيمروا بمشاكل في حياتهم... بس المهم إيه هي نوع المشاكل دي ويا ترى ايه هو الحل الصح ليها! تقدر تقول اني جيت هنا علشان أعرف افكر من غير أي ضغوط المهم أني أقدر أوصل لحل مشكلتي مهما كان صعب الدوا طعمه بيبقى مر بس لازم الواحد ياخده علشان يخف ادعيلي انه ربنا يهديني للدوا الصح....
قال نادر وقلبه الخائڼ بدأ بالطرق بقوة بين جنبات صدره فمعنى كلامها أن علاقتها بسيف تواجه منحنى صعب قد يكون من الصعب اجتيازه ولكن لينهر عقله قلبه أنها قد أخبرته ان أي زوجين يواجهان الكثير من الخلافات ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال صعوبة استمرار زيجتهما ولكن رفض قلبه العاشق الانصياع لحديث العقل! نفض عنه أفكاره وقال بابتسامة حانية
طيب ممكن توعديني أنك لو احتجت أي حاجه أو عاوزة تاخدي رأي حد في مشكلتك انك تقوليلي!..
ابتست منة واجابت
أكيد يا نادر انت معزتك من معزة أحمد اخويا بالظبط...
وهمت بالسير بخطوات واسعة تاركة نادر وقد أصابه الوجوم من جراء تصريحها الأخير بأنه بمعزة شقيقها ولكنه نهر نفسه پعنف من السقوط في فخ الرثاء للنفس وقال محدثا حاله بعنفوان
وانا موافق اني أكون زي أحمد بس لو حصل وحكايتك
تم نسخ الرابط