روايه جديده ورائعه من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

ملوحين له بالتحية..
خرجت منة من باب العمارة السكنية التي تقطن فيها مع اهلها شاهدت سيف وهو يقف امام سيارته الرياضية مستندا بجذعه على مقدمتها ناظرا الى اللا مكان أمامه وكان يرتدي ملابسا غير رسمية لم يسبق لها وان رأته يرتدي مثلها من قبل فهو دائما ما يرتدي حلل كاملة واحيانا يستغني عن ربطة العنق اما اليوم فهو يرتدي زيا عاديا جالت بنظراتها فيما يرتديه ابتداءا من سرواله الجينز الاسود اللون مرورا ببلوزته القطنية البيضاء اللون والتي تحمل ماركة ثياب معروفة على جانب منها وكان رافعا لنظارته الشمسية اعلى رأسه بينما لحيته الخفيفة قد أكسبته منظرا رجوليا ساحقا اندهشت منة من ألوان ثيابه فهي ذات الالوان التي ترتجيها ودعت الله ألا ينتبه الى هذه المصادفة وسرعان ما نفضت هذه الافكار جانبا وحمدت الله لارتدائها نظارتها الشمسيةلاخفاء نظراتها المشدوهة عنه شدت منة قامتها وخرجت من ظلال بوابة العمارة متجهة حيث كان سيف في انتظارها..
اعتدل سيف واقفا ما ان ابصرها خارجة راسما ابتسامة مرحبة على فمه الحازم وقال
صباح الخير يا منة...
اجابت منة بهدوء
صباح الخير يا باش مهندس...
اخفى سيف امتعاضه من طريقتها الرسمية في الرد عليه وتابع ببشاشة
اتأخرت عليكي
قطبت منة ونفت بهزة من رأسها فتح سيف الباب المجاور للسائق داعيا اياها للدخول وهو يقول
طيب اتفضلي...
تقدمت منة بخطوات بطيئة وما ان همت بالدخول الى سيارته وقد كانت قاب قوسين او أدنى من ان ترفض الركوب بجواره مفضلة الركوب في الخلف ولكنها خجلت فهو ليس سائقها الخاص لتفعل ذلك!!...
دعت الله في سرها أن يخرجها من هذا المأزق وتأففت بداخلها للمرة الألف لاعنة نفسها انها لم ترفض هذا المشوار من الأساس.... وكأن الله استجاب لدعائها فما ان همت بالدخول حتى فاجأها من تقدم سريعا للجلوس في المقعد الامامي مما جعلها تفغر فاها دهشة ثم ما لبثت ان افترت أساريرها عن ابتسامة واسعه وكادت ان تميل على هذا الراكب تشبعه قبلات فلم يكن سوى......أحمد!!...
قطب سيف ناظرا الى احمد الذي جلس بكل أريحية في المقعد المجاور للسائق مال عل النافذة المفتوحة بجواره ونظر اليه شزرا هامسا من بين اسنانه بحدة مكبوتة محاولا ألا يصل أسماع منة شيئا مما يقولانه
أفهم حضرتك بتعمل ايه هنا
أحمد ببراءة مزيفة
ايه انت مش هتسافر انت ومنة وقلت لي امبارح وانا وافقت! مسافرين زي ما انت طلبت!!...
سيف وقد بدأ غضبه بالاشتعال
ايوة بس احنا ما اتفقناش على كدا! انا قلت لك انا ومنة مسافرين واظن انت عارف كويس اوي سبب طلبي دا ايه اللي حشرك معانا!..
كتم أحمد ضحكة كادت تفلت بصعوبة وبدلا من ذلك

رسم الجدية على ملامحه وهو يجيب بخفوت مماثل
بديهي انى اسافر معاها! انت قلت لي انه فيه شغل عاوز منة معاك فيه وانا وافقت ماجتش مناسبة انى اقولك انى هسافر معاكم وبعدين السبب اللي انت قولتهولي هو اللي خلا الحاج عبد العظيم يوافق على سفرها علشان يديكم فرصة زي ما طلبت قبل ما تتقدم لها رسمي! ولولا انى معكم دلوقتي كنت تحلم انها تقرب من عربيتك بس ودلوقتي اتفضل علشان نلحق نروح ونرجع في النور....
خبط سيف باب السيارة مغلقا اياه بشدة بعد ان همس له من بين اسنانه
ابقى فكرني بعد ما نرجع! عموما مردودالك... انا مابسيبش حقي ابدا!! .... ارتسمت على شفاه احمد ابتسامة مغيظة ولم يعقب فتح سيف الباب الخلفي مشيرا لمنة بالجلوس والتي كانت تقف على بعد خطوات منهما فلم تسمع شيئا من الجدل الذي دار بينهما فدخلت وابتسامتها تنير وجهها بعد ان أطلقت أنفاسها المحپوسة ترقبا!!.......
انقضت الفترة الاولى من الرحلة في هدوء لا يقطعها سوى بعض الاحاديث الخفيفة بين احمد وسيف والذي كان يجيب ببرود وقد أوشك في مرة من المرات على دفع أحمد من العربة فكلما وجه عبارة ما الى منة وجده هو من يقفز مجيبا عليه!... حتى أوشك على رميه من السيارة عدة مرات!...وكل مرة ينظر اليه شزرا بينما الآخر يلاعب له حواجبه الكثيفة بإغاظة!....ومنة لا تشعر بأي شيء غريب فهي لم تكن مولية اياهما أي اهتمام.... وكانت جلستها خلف شقيقها وحدث في مرة من المرات ان صاح احمد بحدة
سيف حاسب... انت رايح فين! مش شايف النص نقل اللي على يمينك! داخل رشق فيها كدا ليه!..
كاد سيف ان يتسبب في حاډثة مروعة عندما جنح الى اليمين بشرود غير منتبه الى هذه سيارة النقل الضخمة والتي أطلق سائقها بوق عال مع سباب صارخ متدافع! فما كان من سيف الا ان أوقف السيارة جانبا قليلا ريثما يلتقط أنفاسه والټفت بلهفة ليطمئن على منة التي بادلته نظراته القلقة بأخرى متسائلة عن سبب شروده المفاجيء سألها بلهفة لم يستطع مداراتها
انت كويسة يا منة..
أومأت منة برأسها ايجابا مجيبة بهدوء
الحمد لله ربنا ستر..
قاطع أحمد حديثهما قائلا بنزق
كويسة يا سيدي الحمد لله ممكن انت بقه تركز
تم نسخ الرابط