فلبي متكبر بقلم سارة نيل
المحتويات
وشنا هفضل أدعيلك عمري كله
تعجبت رفقة من هذا الموقف ثم هتفت بتسائل
هو إنتوا تعرفوا لبيبة هانم
أجابها والدها وقال بإمتنان
عز المعرفة فاكرة يوم الحاډثة لما قولنالك إن في واحدة أنقذتنا هي مدام لبيبة وحفيدها
وهي نفسها إللي جمعتنا بيك
وأخذ يسرد لها ما حدث لهم منذ أن رحلوا عنها ووجودهم في دار الرعاية وإهتمام يعقوب بهم ثم هروبهم بعد اليوم الذي استمعوا فيه لاسمها على لسان يعقوب واصتدام يامن حفيد لبيبة بهم ثم مجيئهم إلى هذه المشفى وتكفل لبيبة بهم من الناحية الصحية ووعدها لهم بأنها ستجمعهم بابنتهم المفقودة
لقد خرج حلم رفقة السعيد من تح٠وهو ميعرفش إنهم نفس الأشخاص إللي أنقذوهم وإنهم نفسهم بابا وماما إللي بيدورلي عليهم وإن أنا بنتهم وأهلهم إللي بيدورلهم عليهم
ولولا ټهديد لبيبة هانم واڼهيار يعقوب مكانش يامن جه المستشفى ولا عدا الطريق ولا أنا كنت جيت هنا
أيه الترتيب ده أيه الرعاية دي يارب أيه الرحمة دي
دا يعلمني أرضى وقلبي كله رضا ويقين وحسن ظن بالله رب العالمين
أنا دلوقتي مهما أقول أن بحبك قد أيه يارب مش هقدر أوفي وإنت أكيد عالم بقدر الحب إللي في قلبي أنا بحبك أكتر من نفسي ونور عيني ومن الدنيا دي على بعضها يارب
إنت الأول في كل حاجة يارب إنت كل حاجة وجودك بيخليني أطمن مهما كانت الظروف مهما كانت المشاكل وجودك بيخليني أرمي الدنيا ورا ضهري يارب عايزاك بس تفضل معايا
اللهم لك الحمد يارب عدد ما خلقت وعدد ما في السموات الأرض
أيه إللي حصل يا رفقة بغيابنا وقصدك أيه بكلامك ده يا بنتي !
جلست على الفراش ورفعت رأسها بدموع ثم أردفت
حصل كتير أووي في غيابكم يا ماما حصل إن الوجوه الحقيقية اتكشفت وعرفت إننا وثقنا في ناس مش أهل ثقة ولا حتى أهل إنسانية
إحنا إللي عملنا في نفسنا كدا
أحب أقولكم مش عصابة ولا بلطجية إللي عملوا فيكم كدا اليوم ده
ده كانت مخطط غفاف مرات خالي
رددت نرجس بذهول
عفاف عفاف إزاي مستحيل دي أهلنا يا بنتي
ضحكت رفقة بسخرية فحقا قمة الألم أن يأتيك الغدر من مأمنك وقالت بتفسير
لأ يا ماما مش أهلنا دي أكتر واحدة بتكرهنا كلنا إللي عملته فيا كان من جنس إللي عملته فيكم بزيادة إن كان معاها بناتها
وبدأت تقص ما حدث لها على يد عفاف منذ أن فارقوها لم تترك شاردة إلا وذكرتها ألاعيبها وألاعيب بناتها وإستغلالها بشتى الطرق المنزوعة الرحمة
أفعم وجه نرجس ويحيى پصدمة لا مثيل لها ومشاعر متفاوتة ما هذه الطعڼة القاسېة!!
طغى على عقلها عدم الإستيعاب لما تسمعه من رفقة
عفاف!!
أهي حقا من فعلت هذا!
هي المسؤولة عن تخريب حياتهم وتشتيتهم!!
أكملت رفقة بۏجع
للأسف هي كانت متلبسة لنا وجهه ناعم حنون وإنها بتحبنا زي بناتها
دا أنا كنت بقول لها ماما عفاف كانت بالنسبة ليا زيك بالظبط يا ماما أنا مش موجوعة إنها عملت فيا دا كله وكانت بتتقصد توجعني وتتخلص مني أنا موجوعة من صدمتي فيها
إنت متعرفيش كام مرة كنت ببهدل نفسي وأتهمها إن أنا مش كويسة وظالمة وسيئة الظن
كنت بقول مالك يا رفقة بقيتي وحشة كدا ليه
صر يحيى على أسنانه بعصبية وشعر بالألم ېمزق قلبه وصدح صوته قائلا
وخالك عاطف كان فين من ده كله يا رفقة
أجابته رفقة وهي تهز رأسها پألم
وهو إنت تايه عن خالي وشخصيته يا بابا عموما هو زي ما إنت عارف بيسافر بالشهر ولما بيرجع يدوب إللي بيقعدهم يومين وطبعا هما قدامه كانوا أحن حد في الدنيا
أصلا أنا اتخدعت فيهم هما كانوا قدامي مفيش أنعم من كدا بس لما عرفت الحقيقة ربطت الأحداث ببعضها وعرفت إللي كان بيحصلي وأنا أقول صدف مطلعش كدا الدبابيس إللي كانوا بيحطوها في مكاني وعفش البيت إللي كان كل يوم والتاني يغيروه والصابون إللي بيحطوه على أرضية الحمام والأكل المملح إللي كانوا بيستغلوا طبتي وحبي لهم ويعملوا عليه دراما وواضح إن كنت لهم المسرحية بتاعتهم وكتير أووي من ده يا بابا
أسمعتم صوت تهشم قلوب !!
قلبي نرجس ويحيى وهم لا يصدقون أنهم من وضعوا رفقة بين يدي هذه المچرمة
توسعت أعين نرجس پجنون وهي تبسط كفيها المرتجفين أمام وجهها وظلت تردد بتلعثم
أنا يا يحيى أنا السبب أنا إللي سلمت بنتي وحطيتها بين إيد عفاف
واڼفجرت في بكاء مرير بصوت مرتفع لتقترب منها رفقة وتحاوطها بحنان يتدفق من أعينها وهي تقول بلهفة
أنا كويسة أنا بقيت كويسة يا ماما وربنا هو إللي كان بيحفظني وينقذني كل مرة إنت مش ذنبك حاجة يا ماما إنت سلمتيني في إيد أكتر واحدة كانت بالنسبة لك أمان إنت مكونتش تعرفي إن في قلبها كل أنواع أمراض القلوب
وبعدين هي أخدت جزاءها من رب العالمين إنت نسيتي إن ربنا الحافظ المنتقم إنت قبل ما تسبيني يومها عندها قولتي جملة مش بتخرج من راسي
أنا سبتها في حمايتك وحفظك ورعايتك يارب وبالفعل أنا كنت في رعاية رب العالمين
وربنا عوضني بأحسن عوض في الدنيا
إنتوا عرفتوا نص الحكاية الأول ومتعرفوش التاني نصها التاني إللي متمثل في أوب
يعقوب
ردد والداها بتعجب
يعقوب !!
أمسكت أيديهم ثم قالت وهي تتجه للخارج بينما تنظر للبيبة التي نظرت لها بدعم فاجئ رفقة
وهتفت رفقة بسعادة
تعالوا معايا لازم تشوفوا بعينكم
بقلمسارة نيل
أمام الحاجز الزجاجي كان يقف ينظر للداخل بتمعن شديد وأعين زاخرة بالحنين والشوق همس يامن بنبرة تأن ۏجعا
اتحرمنا من بعض اتحرمنا نكون سند لبعض اتحرمنا نتشارك الطفولة بس إنت إللي كان ليك النصيب الأكبر من العڈاب يا يعقوب
بعترف إن لما رجعت كنت وحش في حقك محستش بوجعك واستهزأت بيه ومقدرتوش يا يعقوب
زي ما لبيبة قالت فعلا مليش الحق اتجرأ وأقارن نفسي بيك
إنت حاجة مختلفة يا يعقوب حاجة من كل حاجة
يلا أرجع بقاا علشان نعوض كل إللي فاتنا حبيبتك مستنياك ومحدش قدر يبعدها عنك
بينما في الداخل بين حنايا ذاكرته صوتها يتغلغل بقلبه تناديه تبكي تبتسم تتحدث
وفي الأخير الجملة الرعدية التي انتفض لها كل ذرة بجسده
يعقوب رفقة عشقاك رفقة روحها في روح يعقوب رفقة بتحب يعقوب
وهنا شهق يعقوب بقوة وتوسعت أعينه معلنا العودة للحياة بأربعة أحرف همس بها بإحتياح
رفقة
ظل يفتح أعينه ويغلقها مرارا حتى اعتاد على الضوء سرعان ما استيقظت تلك الذكريات الأخيرة واقټحمت ذاكرته
آخر ذكراه كانت رفقة وأولها رفقة
تغضن وجهه بالألم وهو لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو نائم وأين هي رفقة !
ما الذي حدث له وهل اعتقدت رفقة بأنه هجرها ورحلت مبتعدة عنه !
ليته لم يعود
جاء يحرك جسده المتيبس ليشعر بإرهاق جسيم قابع بداخله زفر بضيق بينما أطلق لأعينه العنان يتأمل الأرجاء التي من المؤكد باردة فيبدو أنه بغرفة في المشفى لكنه فور وقوع أعينه على أرجاء الغرفة انفرجت كل أساريره وأحاطت به البهجة وهو يرى الغرفة مزينة مليئة بالألوان البشوشة شعر بقلبه ينتفض بين أضلعه فلا يفعل هذا سواها
في الخارج رفع يامن رأسه بخزي ومسح تلك الدموع العالقة بأهدابه لتقع أعينه على مشهد تمناه في كل دقيقة جعله ېصرخ بسعادة وقد انقلبت ملامحه إلى الضد من الكمد وهو يدور بممر المشفى
دكتور دكتور يعقوب يعقوب فاق يعقوب فاق
ثم ركض يقتحم الغرفة وانكب فوق يعقوب يحتنضه بشوق وهو يردد بلهفة ممزوجة بغصة باكية
يعقوب أخيرا فوقت كنت مړعوپ عليك يا يعقوب الحمد لله يارب الحمد لله
نمت إبتسامة هادئة فوق فم يعقوب ورفع ذراعه يربت على ظهره قبل أن يقول بمرح
ما توعي ياض شوية كاتم على نفسي ليه كدا
كانت السعادة تنبض بوجه يامن وكاد يعقوب أن يسأله بلهفة عن رفقة لكن قاطعه ولوج الطبيب وخلفه طاقم طبي وقد عم الهرج بالممر وأرجاء المشفى
ابتسم الطبيب وهو يقول ببشاشة
الحمد لله على سلامتكم يا يعقوب باشا بقاا دا كله زعلان يا راجل ومش عايز ترجع
جاء
يعقوب يعتدل من رقدته لكنه لم يقوى ليسرع الطبيب يقول
براحة واحدة واحدة يا يعقوب إنت بقالك فترة مش بسيطة نايم وفاقد الوعي والحركة طبيعي تبقى مرهق وواحدة وواحدة لغاية ما المفاصل تلين
ابتلع يعقوب ريقه الجاف وتسائل بشرود
ليه هو أنا بقالي قد أيه نايم
ابتسم الطبيب وقال بهدوء وهو يفحصه بينما يفصل الأجهزة الطبية عن جسده
بقالك حوالي شهر ونص تقريبا
وأكمل يقول
هنعمل تحاليل وأشعة روتينية والحمد لله على سلامتك يا بطل صحتك زي الفل هيتابع معاك دكتور العلاج الطبيعي إللي كان بيزورك كل يوم وإن شاء الله الموضوع بسيط لأننا كنا مهتمين بالباشا وهو زعلان بكل الأشكال
كان يعقوب يحدق بالزينة الموضوعة بالغرفة وإلى الورود والستائر الملونة وقال بشرود
شكرا يا دكتور
نظر الطبيب إلى ما ينظر إليه ليتبادل النظرات مع يامن الذي يكبح ضحكته بالكاد على وجه يعقوب العابس
أشار الطبيب للمرضة قائلا
اسحبي عينة ډم
بقلمسارة نيل
بالممر كانت لبيبة تتقدم رفقة التي تسير والبسمة لم تفارق ثغرها لكن جذب إنتباههم تلك الجلبة والضجيج الذي يملأ الأرجاء بينما الممرضات تهتف بإسراع مكررين
يعقوب بدران يعقوب بدران بسرعة علشان تعليمات الدكتور
تجمدت الډماء بعروق لبيبة ورفقة والتي سقط عكازها ثم أخذت تهرول باتجاه غرفة يعقوب لتقتحمها بنبضات قلب تدوي كالطبول
لتتفاجئ بما اشتاق قلبها له كثيرا بما بذلت لأجله آلاف لحظات الصمود
بما كان لها بقعة النور في وسط سماءها المظلمة مشكاتها المضيئة
إنها لم تجازى بحياتها سوى بالأشواك لم يجازيها أحد بالورد أبدا
لتكتمل حلقة الألم بإعراض يعقوب عنها
أما رفقة
متابعة القراءة