فلبي متكبر بقلم سارة نيل

موقع أيام نيوز

ورأسه وكتفيه مرددة بنبرة ممتزجة بالبكاء غير مستوعبة 
راجح ابني حبيبي راجح إنت قدام عيني أنا مش مصدقه يا ابني 
قبل رأسها ويديها ببر وأردف بوقار 
قولت أعملهالكم مفاجأة يا أمي إنت وأبويا وأمل وشيرين 
وصمت قليلا ثم همس باشتياق حد الألم وعشق شديد 
ورفقة 
وأكمل راجح بمرح 
أكيد كالعادة أمل وشيرين برا خاربينها فسح 
بس رافي أكيد هنا متعرفيش أنا جاي على ملى وشي إزاي يا أمي اشتغلت كل السنين دي وهريت نفسي علشان أقدر أقف على رجلي وتكون رفقة ليا 
والحمد لله كونت نفسي وأقدر دلوقتي أطلب إيد رفقة وأجيبلها كل إللي تتمناه حتى هجري بيها على عيونها علشان ترجع تشوف تاني 
خيم عليها شبح المۏت واصفر لونها فهي أعلم بمدى تعلق راجح ولدها الأكبر برفقة وتلك الغربة والإبتعاد عن الأوطان كل هذه السنوات لأجلها ولأجل توفير حياة تليق بها دون الإعتماد على أموال أبيها 
اضطرب قلب راجح وهو يرى تربد لون والدته بالشحوب ابتلع ريقه بتوتر وتسائل بحذر مترقب 
في حاجة أنا معرفهاش يا أمي رفقة كويسة هي فين 
وأخيرا خرج صوتها المتحشرج تقول پانكسار وقد خمد جبروتها وانكسر غرورها 
لازم تنسى رفقة يا راجح وتعيش حياتك هي راحت لحال سبيلها انساها يا راجح 
تصلب بدنه وجرت حمم لاهبة بأوردته همس بصوت أجش وأعصاب متماسكة بأخر عزمه 
مش فاهم معنى أيه الكلام ده مالها رفقة إنت عملتي فيها حاجة!!
الآن حصحص الحق ومهما غابت الحقيقة مدثرة بالكذب والنفاق عليها أن تخرج للأفق يوما ما أخفضت رأسها بخزي وبدأت تسرد له الحكاية منذ سفره وما لاقته رفقة بينهم ومخططتها التي عملت عليها للإيقاع برفقة واستغلالها واتبعت بسردها زواجها بيعقوب وحمايته لها 
بأي طريقة كان سيعلم الحقيقة فلتكن عن طريقها لعل هذا يشفع لها لديه ويقلل من حجم جرمها ويشفع لها ندمها واعترافها بالذنب 
لكن هذا الذي شعر بفتات قلبه المتهشم تذريه الرياح في مكان سحيق شعر وكأن ثمة جاثوم يطبق على صدره محقت الإبتسامة من فوق فمه وأفل رونق الشعاع الوضاح بوجهه وسقط على المقعد من خلفه بجسد متهدل شاعرا بالعالم يدور من حوله وجميع أحلامه الوردية قد احټرقت وأصبحت رماد أن تأتي محمل بالتلهف والسعادة في أنك أخيرا ستنال جائزة سعي تلك السنوات والحرمان والمشقة لتجد أن من ظللت تسعى لأجلها قد أصبحت من المحال !!
ألم ساحق احتل قلبه وغصة مريرة علقت بحلقه وغامت أعينه بدموع حاړقة وقد أصبح الفؤاد مغمورا في جو من الغم وسقط قلب عاشق في غيابة الظلام الدامس لن يخرجه منه إلا نور قوي يبدد هذا الظلام لأخر قطرة 
بقلمسارة نيل
رفرفت بأهدابها ثم قالت بإيتسامة عريضة 
بص يا سيدي هو خرج تلقائية مني كدا بس بردوه في حد اسمه أوب هو محدش بياخد باله منه بس أنا بحب الشخصية دي جدا وهو أوب يعقوبيان 
تسائل يعقوب بفضول وجبين مجعد 
ويطلع مين أوب يعقوبيان ده !!!
رددت رفقة باستنكار 
معقول متعرفش هو مين طب أكيد عارف كرتون عائلة ربسوس أو روبنسون 
ضحك يعقوب وقال بتدارك 
ااه هي شخصية كرتون لا بصراحه معرفهوش ما أنا قولتلك كل الحاجات دي كانت ممنوعة عند لبيبة بدران ومكانش ينفع أتفرج عليها 
شعرت بالألم لأجله فقد حرم من جميع نزه الطفولة احتضنت كفه وقالت بحنان 
وأيه يعني نقدر إننا نعوض دلوقتي ونتفرج عليهم من أول وجديد أنا كنت بتفرج وأنا صغيرة ولما فقدت البصر بقيت أسمع بالصوت الحاجات إللي كنت شيفاها قبل كدا 
مسح على شعرها بحنان وقال بصدق 
المرة الجايه مش هتعتمدي على السمع وبس وهتشوفي كل الألوان وكمان هتشوفي جديد بوعدك يا رفقة خلاص هانت كلها يومين 
قالت باعتراض 
أجلها يا يعقوب لغاية ما تخف شوية الدنيا مش هتتهد ومش هيحصل حاجة 
هتف بحسم 
رفقة حبيبتي أنا الحمد لله بخير ومفيش أي داعي إننا نأجلها دي مجرد خياطة مش أكتر 
ويلا تعالي هنا علشان أحطلك القطره إللي الدكتور قال عليها 
لا يا أوب دي بټحرق أووي 
ردد بحسم ممزوج باللين 
يلا يا سكرتي استحملي عشر دقايق والدنيا هتبقى تمام وهيروح كل الۏجع 
وبعد الكثير من التملل منها استطاع السيطرة عليها وقطر بأعينها بعض القطرات تحت تذمرها واعتراضها قال ليصرف ذهنها عن الۏجع 
بس مقولتليش يعني مين أوب يعقوبيان وهو شخص كويس ولا أيه !!
قالت بتلقائية 
دا كان الشرير في الكرتون 
أردف بعتاب 
بقاا كدا يا رفقة وإنت شيفاني شرير كدا 
رددت ببسمة بشوشة 
لأ طبعا هما كانوا مفكرينه شرير بس محدش كان عارف وراه أيه وأيه إللي حصله 
هو كان صديق لمض في الأوضة في الملجأ وكان لمض مخترع وبيسهر طول الليل على إختراعاته وأوب مكانش بيعرف ينام وكان بيبقى عنده ماتش بيسبول الصبح ولما كان يروح كان ينام على نفسه ومش يمسك الكوره وياكل علقة محترمة 
أوب عاش حياة صعبة أووي واتظلم ومحدش كان بيرضى يتبناه وعاش وحيد والكل كان مفكر إن هو شرير 
بس لمض صحح الغلطة دي وقبل ما يقدم إختراعه نادى أوب وقدر يمسك الكورة وفاز وفي أسرة اتبنيته وعاش سعيد 
كان يعقوب يستمع لها بتركيز وشغف ليقول بهدوء 
هتعملي العملية وكل يوم هنعمل سهرة حلوة ونسهر نتفرج كل يوم على حاجة مختلفة ونعوض كل إللي فاتنا 
فتحت أعينها وهمست له بشرود 
تعرف يا يعقوب أنا مكانش عندي أي مشكلة إن أفضل طول عمري كفيفة والحمد لله راضيه أووي أووي 
بس مش هكذب عليك كنت ساعات بتمناها وبزعل أووي تعرف إمتى!
لما كان يجي العيد الكبير وكنت أقعد أسمع التلبية الخاصة بالحجاج الكعبة وحشتني أووي ونفسي أشوفها وأشوف الحجاج يوم عرفة 
لأن أنا وماما وبابا كنا دايما نفضل فاتحين التلفزيون ونقعد نتفرج وإحنا بنعيط لأن كان نفسنا نروح ولما ربنا كتبها لبابا وماما راحوا ومش رجعوا تاني 
تمزق قلبه لتلك النبرة الحزينة التي ټحرق روحه وعزم داخله وأقسم بأغلظ الأيمان بأنه سيمحق ويبدد كل قطرة حزن داخلها 
هانت يا رفقة بوعدك كل حاجة تبقى تمام 
بقلمسارة نيل
اقترب منها يحتضنها ويحاول السيطرة على حركاتها العڼيفة وهدهدة بكاءها وشهقاتها العالية أثناء نومها غير الهمهمات الغير مفهومة 
لكنها تمسكت بملابسه تجتذبه منها بقوة وهي تجاهد بشق الأنفس لتحريك لسانها لتهتز حنجرتها وينطلق لسانها من وسط بكاءها بتلهف وروع 
بنتي رفقة 
بقلمسارة نيل
صوت الضحكات الصاخبة السعيدة يغمر أرجاء المطبخ 
قالت رفقة بامتعاض 
أووب كفاية بقاا أكلت خلطة الكيكة كلها وهي لسه طرية هو أنت فاكرني مش حاسه بإيدك ولا أيه المقادير باظت كدا 
ناطحها يعقوب باعتراض وهو يمسح بأصابعه البقع الحمراء من فوق خديها الملطخين برفق 
إنت مش أحسن مني ما إنت كمان خلصتي الكرز كله ومعدش في حاجة نحطها في قلب الكيكة صدقيني هي كدا حلوة خلينا ناكلها كدا أنا بحبها كدا أحسن ما تطيب 
صړخت بنفاذ صبر 
يعقوب شيل إيدك من البوله 
واعمل حسابك إنك هتعوضني عن العجينة إللي كلتها دي 
اللاه هو إحنا فينا من كدا 
أمال أيه
كل حاجة بحسابها 
الكيكة حسابها حوض سمك وعصافير هتجبهوملي 
وكوباية النسكافية بكتاب عالطول 
متقلقش هحطلك القايمة وحساب كل حاجة وهلزق نسخة على التلاجة ونسخة ورا باب الشقة 
والله طلعتي مش ساهلة يا رفقة 
إللي أوله شرط أخره نور يا أوب 
وقبل أن يجيبها قاطعهم صوت رنين جرس الباب عقد يعقوب ما بين حاجبيه بتعجب وردد 
مين جاي دلوقتي لنا 
قالت رفقة ببعض التوتر من الأحداث الأخيرة التي حدثت معهم 
طب روح افتح وإن شاء الله خير 
هرجعلك عالطول 
وسار نحو باب المنزل وفتحه بهدوء ليجد شاب ما مجهول تسائل يعقوب بتعجب 
محتاج مين وإنت مين !!
قال الأخر بلهفة واضحة من نبرته وأعين لامعة 
رفقة مش رفقة موجودة هنا أنا عايز رفقة 
انصبت حمم بركانية بدماء يعقوب وشعر بقلبه ېحترق من نبرة هذا الرجل وطريقة تلفظه لاسم رفقة وملامحه الحالمة قبض على كفيه بشدة واسودت ملامحه وقال من بين أسنانه پغضب 
وتطلع مين أنت !!
قال الأخر بوجه مكفهر 
قولها راجح
في جو خليط بين التوتر والسعادة وبعض الحذر نطق حسين بوقار 
إحنا جايين النهاردة يا فاضل بنطلب إيد بنتك الآنسة غادة لابني يامن على سنة الله ورسول 
اضطرب فاضل بشدة وصمت برهة ثم أردف بتيهة وقلب مختلج 
بس يا حسين إنت عارف إن إحنا كدا هندخل في مشاكل ملهاش أول من أخر لبيبة هانم طلبت إيد غادة ليعقوب وإنت كدا بتعرضني لها 
تنهد حسين بثقل ثم قال بنبرة حاسمة 
دول عيالي يا فاضل وإنت عارف لبيبة هانم عايزه كدا ليه الزواج مش لعبة ولازم يكون برضى الطرفين يعقوب من الأخر اتجوز وشاف حياته واختار إللي هتكون شريكته فيها وبنتك مش راضية بالجوازه دي متكونش السبب في تعاسة بنتك العمر كله يا فاضل وأنا مستحيل أكون طرف في تعاسة حد من ولادي الأتنين ومش هسمح بحد يخطط أبدا لتعاستهم 
كلام جميل يا حسين باشا 
الټفت الجميع پصدمة زلزلت أبدانهم من سماع هذه النبرة الشديدة التي يألفها الجميع ولم تكن صاحبتها سوى لبيبة بدران 
خيم الصمت على الأرجاء بينما هي فتحركت بشموخ حتى جلست على أحد المقاعد التي يتوسط المقاعد الأخرى 
وأردفت بهدوء بما جعل أعين الجميع تتوسع 
مكانش ينفع أسيب حفيدي في يوم زي ده 
أنا بنفسي جايه المرة دي أطلب إيد بنتك غادة لحفيدي التاني يامن 
تلجلج فاضل وظل الجميع ينظر لبعضهم البعض بعدم فهم لبيبة لا تفعل هذا الشيء من فراغ ما الذي تخطط له وماذا تنوي !
كان أول صوت خرج هو صوت حسين الذي أردف بأعين ضيقة 
بتخططي لأيه يا لبيبة هانم تقصدي أيه بكلامك ده !
رددت بذات الهدوء العجيب 
يعني أنا كدا غلطانه يا حسين باشا مش ده إللي حفيدي عايزه وأنا لا يمكن أقف في طريق سعادة أحفادي 
واتجهت بالحديث نحو فاضل 
خلينا نتكلم في التفاصيل يا فاضل ونحدد أقرب معاد للخطوبة 
نظرت فاتن لحسين بتعجب وخوف داخلي يملئها بينما ابتهج قلب يامن واستقام وذهب باتجاه جدته ثم انحنى يقبل يدها وهو يقول بامتنان 
شكرا يا أحلى وأحن جدة في العالم كنت متأكد إن مش ههون عليك 
ابتسمت له بهدوء ثم وضعت يدها على رأسه والجميع ينظر لبعضهم البعض لا يستطعون تصديق ما يحدث أمامهم 
بقلمسارة نيل 
ڼار مستعرة تشتعل داخله وهو يقف أمام المدعو راجح الذي فور أن أخبر رفقة بأنه في الخارج انفرجت أساريرها وقفزت ترتدي ثوب الصلاة الخاص بها 
خرجت من الغرفة مسرعة وهي تتحسس طريقها وفور أن وقعت أعين راجح فوقها لم يستطع إلا أن يتأملها بعشق جارف 
وهنا لم يطيق يعقوب الصبر ووقف حائلا أمام رفقة ثم لكز راجح بقوة في صدره وهو ينظر له بتحذير شديد بخفض عينيه 
توسعت إبتسامة رفقة وقالت بسعادة 
راجح 
اشټعل قلب يعقوب بالغيرة وصاح بنبرة حادة غاضبة 
ودا مين راجح ده إن شاء الله 
لم تأفل إبتسامة رفقة ومازالت زهراء اللون كالقمر الطالع ورددت 
راجح يبقى ابن خالو عاطف ويبقى أخويا الكبير وقدوتي في حاجات كتيره أووي منهم أخلاقه 
كلمات كانت
تم نسخ الرابط