فلبي متكبر بقلم سارة نيل

موقع أيام نيوز

وصوت به مسحة من الحزن 
ماما الله يباركلها ويردها هي وبابا سالمين كنت دايما أشوفها بتقرأها كل يوم الصبح من بدري ولما سألتها قعدت تشرحلي علشان كدا بيتنا كان كله راحة وسکينة كان بيتنا دافي أوي يا نهال بوجود بابا وماما 
وصمتت وهي تمنع سقوط هذا الدمع الذي أخذ في النمو فوق عسليتيها الصافيتين وأكملت بغصة 
بعد ما بعدوا عني مالقيتش حد يعلمني وحالتي مكانتش بتساعدني لأن مكونتش بعرف أوصل للكتب إللي تناسبني بلغة برايل ومش كانت كلها متوفره وعلى ما اتعلمت طريقة القراءة بيها اعتمدت على السماع فاكرة لما ساعديني أشتري موبايل Touch وعرفتيني كتير في إستخدامه وبقيت أجي عندك تنزليلي دروس على اليوتيوب وأما أروح أسمعهم 
ساعدني كتير أووي الموضوع ده لغاية ما الموبايل باظ 
نفخت نهال قائلة پغضب 
أيوا لما الأفاعي ولاد خالك الكذابين كانوا يقولوا معندناش واي فاي بالرغم من إن شوفته عندهم الرواتر علشان مش يخلوكي تستخدميه 
غير بقاا متقوليش الموبايل باظ هما وقعوه في الميا عن عمد حسبي الله ونعم الوكيل 
تذكرت رفقة تلك الحوادث التي كانت تحدث معها وهي كانت تصدق أنها تحدث بالخطأ بسبب حالتها كانوا يستغلون إبتلائها 
شعرت بالحړقة بقلبها وقالت 
ربنا عادل وأنا راضيه بعدله ربنا شاهد على كل شيء ودا يكفيني ربنا سمع ورأي كل شيء يا نهال ودا مطمني 
بسببهم بقيت خاېفة من كل الناس 
أردفت نهال بتذمر 
بلاش السيرة العكره دي على الصبح جفاف والأفاعي عيالها 
لسانك متبري منك يا نهال هانم 
ابتسمت ثم تنحنحت نهال لتتسائل بحذر 
بقولك يا رفقة كنت عايزه أسألك سؤال 
هو إنت لسه عندك أمل إن طنط نرجس وعمو يحيى يرجعوا !!
ابتسمت رفقة كعادتها ثم تحدثت بيقين 
تعرفي يا نهال أنا مؤمنة بالله حد المعجزة أيوا انتهى زمن المعجزات لكن لم تنتهي قدرة الله 
عندي ثقة ويقين بالله إنهم هيرجعوا حتى لو كانت الأسباب كلها مستحيلة 
وبعدين بعد ما عرفت نوايا مرات خالي الأمل جوايا كبر وفكرت من زاويا تانية بما إنهم كانوا بيكذبوا عليا في كل حاجة إذا إن موضوع بابا وماما فيه كلام تاني وإن كلامهم مش مظبوط 
وواصلت بحزن متنهدة 
كان نفسي يكونوا موجودين معايا في يوم زي ده ويمكن لو كانوا موجودين مش كنا وصلنا للمرحلة دي 
استقامت نهال وجذبت رفقة بمرح قائلة 
النهاردة يوم مش عادي ومش عايزين ننكد يا ست رفقة النهاردة فرح فرح وبس 
يلا قومي نعمل شوية ماسكات ونجهز حالنا 
وولجوا للداخل تاركين يعقوب الذي تعددت مشاعر شتى بقلبه 
هذا مجرد شيء بسيط بحياة رفقة مجرد خيوط رفيعة في نسيج معاناتها إنها مجرد البداية فقط 
أقسم بداخله أنه سيعوضها عن كل ما لاقته 
صدمة جمدت أوصلها عقلها المغرور يرفض تصديق هذا الأمر حتى وإن رأته بأم أعينها 
استقامت وهي تحرك رأسها بنفي وتقنع نفسها بأنه محال أن يفعل يعقوب هذا محال أمر زواجه إنها مجرد كڈبة لا أكثر 
أيقظها صوت مساعدتها تقول بإحترام 
أوامرك يا لبيبة هانم تحبي نتصرف إزاي 
استدارت لبيبة وقالت بقسۏة بملامح جامدة 
الخبر الأول دا مفروغ منه لأن أنا واثقة إن يعقوب مستحيل يعملها وإللي وصل الخبر ده تجيبوه من تحت الأرض علشان يدفع تمن تجرأه على يعقوب باشا وإتهامه الإتهام القذر ده 
أما بالنسبة للخبر التاني فأنا هروح بنفسي أتأكد
قبل الميعاد وواثقة إن هيكون خبر كاذب علشان يعقوب ميعملهاش 
خليهم يجهزوا العربية هنروح على العنوان 
وقف يعقوب أمام باب الشقة ليخبر رفقة التي تقف أمامه بداخله الشقة بصوت هادئ ونبرة غريبة 
اعملي حسابك يا رفقة هنمشي بعد الضهر جهزي نفسك 
عقدت رفقة ما بين حاجبيها متسائلة 
مش إنت قولت بعد العصر !!
ابتسم يعقوب لها بحنان قائلا 
كل حاجة جاهزة مفيش داعي للتأخير كلمنا المأذون وكريم راح يجيبه إنت كمان يلا اجهزي 
طرق قلب رفقة واحمرت وجنتيها واكتفت بتحريك رأسها لتتسع إبتسامة يعقوب وقلبه يحلق من فرط سعادته وقال برفق قبل أن يذهب 
يلا أسيبك تلبسي وأروح أنا كمان ألبس علشان مش نتأخر 
حركت رأسها بتوتر وأغلقت الباب لتركض نحوها كلا من نهال وآلاء التي أتت لتشارك رفقة سعادتها وتساندها 
صړخت نهال بمرح 
مش باقي ألا ساعة على الضهر يلا يا رفقة علشان تجهزي 
جذبها كلا من آلاء ونهال نحو الغرفة وأخذوا في مساعدتها لإرتداء الفستان ولف الحجاب بطريقة مميزة ساترة لتصبح رفقة في هيئة ملائكية تزينها طهارتها ونقاء قلبها وعفتها 
مدت آلاء أصابعها تضع شيء فوق وجه رفقة التي ابتعدت باعتراض هاتفة 
لا مش تحطي حاجة على وشي يا آلاء أنا مش بحب الحاجات دي وميصحش أطلع بيها برا البيت 
هتفت آلاء بتوضيح 
دا مرطب بس يا رفقة علشان المقشر إللي عملتهولك نهال مفهوش أي مشكلة متقلقيش 
تنهدت رفقة وهي تتركها لتتنفس بعمق وهي تشعر بسعادة كبيرة تغمرها ظلت تتحسس الفستان بأناملها تستشعر جماله ورقته وتستشعر نفسها بداخله رفعت أناملها تتحسس وجهها أيضا وكأنها هكذا ترى نفسها بقلبها 
قالت آلاء بانبهار 
ما شاء الله اللهم بارك يا رفقة حقيقي زي القمر كمية براءة في وجهك غير طبيعية 
تأملتها نهال بأعين دامعة من الفرح لتهمس بحب صادق 
طول عمرك جميلة بطبيعتك يا رفقة وجمال قلبك وروحك حقيقي يا سعد يعقوب وهناه بيك 
احتضنتها بحنان قائلة 
أنا فرحانة أووي يا رفقة ربنا يسعدك العمر كله يا ست البنات 
بادلتها رفقة العناق وانضمت آلاء لهم لتقول رفقة بامتنان 
مش هنسى أبدا وقفتكم جمبي إنتوا نعمة من ربنا ليا ربنا يباركلي فيكم وما يحرمني منكم ويسعد قلبكم ويجبره يارب 
بينما عند يعقوب الذي جاء من الخارج مسرعا
يحمل بيده شيء وضعه بعناية فوق الأريكة ثم اتجه نحو المرحاض ليقابله عبد الرحمن يقول بمرح 
اتأخرت يا عم العريس دايما يقولوا العروسة هي إللي بتتأخر في المواقف دي بس شكلنا مع يعقوب هنشوف كل حاجة مختلفة 
كان لازم يعني تنزل تجيب بوكيه الورد بنفسك ما أنا قولتلك هروح أنا بس إزاي دا يعقوب الهيمان والله يا جدع الواحد لغاية دلوقتي ما مصدق إن ده كله يطلع من تحت راسك 
بقا دا كله تأثير جزاك الله خيرا 
كان يعقوب قد تركه منذ أول جملة وولج للمرحاض لينعم بحمام بارد سريع ليظل عبد الرحمن يتحدث وهو يجلس فوق الأريكة مرتدي ملابس أنيق بارتياح باسطا ذراعيه على ظهر الأريكة متمتما بشرود بدون تصديق 
يعقوب بقاا يعقوب البارد يعقوب المتكبر المنعزل والله الدنيا اتقل خيرها يا جدع لو كان حد حكالي مكونتش صدقت دي أخر حاجة أتوقعها في الدنيا بل من الأساس هي خارج التوقعات 
قفز بفزع نتيجة صڤعة قوية فوق رأسه وبصوت يعقوب الساخر يقول 
وأنا أفهم الكلام ده مدح ولا ذم إن شاء الله إنت هطلع عليا سمعة ولا أيه تعرف لو نطقت بكلمة من هزارك ده قدامها إنت حر يا عبد الرحمن 
أطلق عبد الرحمن صفيرا قائلا بمكر 
واجب عليا أوعيها دا جواز يا يعقوب باشا 
انقلبت نبرة يعقوب إلى الجدية ونمت بعض المخاۏف بداخله وتسائل بنبرة بها غصة مريرة 
وهو أنا فيا الصفات دي فعلا يعني إنت شايفني كدا 
شعر عبد الرحمن بالندم وأسرع يقول بتدارك 
لا طبعا يا يعقوب أنا بهزر مش أكتر 
أردف يعقوب بجدية 
يبقى متخوفهاش مني هي لسه متعرفش يعقوب ودي المرحلة الجاية هبدأ أعرفها عليا واحدة واحدة وعلى كل حاجة الۏحش قبل الحلو 
ابتسم عبد الرحمن بوقار شاعرا بالسعادة حقا ليعقوب فهو صدقا يستحق هذا العوض بل هو بأشد الحاجة لرفقة أكثر من حاجتها هي إليه 
اقترب منه عبد الرحمن واحتضنه بأخوية قائلا بصدق 
ألف مبروك يا يعقوب وأخيرا العوض عن كل المرار إللي شوفته يا بوب 
طبطب يعقوب فوق ظهره قائلا 
الله يبارك فيك عقبالك يا عبدو 
تأمل عبد الرحمن يعقوب بتقيم ملابسه المنمقة الأنيقة بنطال باللون الأبيض وكذلك قميص بنفس اللون يعلوه سترة باللون الأزرق الغامق وخصلاته المشذبة بعناية ولحيته الخفيفة التي تظلل وجهه 
قال بتقيم 
طول عمرك أنيق وباشا يا بوب أيه الأناقة دي 
ضړب يعقوب على كتفه وقال بغرور مصطنع 
عارف يا عبدو ويلا قدامي على تحت كريم مستني ومعاه المأذون 
خرج عبد الرحمن متذمرا وهو يتمتم بسخط 
بخربيت تواضعك يا أخي 
هبط للأسفل ليترك يعقوب أمام باب رفقة يشعر بقلبه يكاد أن يدك أضلعه ويفر للمرة الأولى يشعر بهذا الشعور للمرة الأولى يشعر بكم السعادة الوفير هذا سعادة أولها وأخرها رفقة فقط مأواه وعالمه الجميل 
طرق الباب وهو يحاول أن يحتفظ بملامحه الثابته 
بالداخل بعد أن أدت رفقة صلاة الظهر وجلست تردد بداخلها بعض الذكر والدعاء 
ارتعش قلبها فور أن سمعت طرق الباب وكاد أن يغشى عليها من فرط التوتر 
تحرك آلاء ونهال بحماس واللتان انتهوا للتو من إرتداء ملابسهم الجميلة 
قالت آلاء وهي ترتب حجاب رفقة 
أنا هروح أفتح وإنت يا نهال اطلعي مع رفقة ورايا 
قالت نهال 
تمام يا لولو 
التفتت نحو رفقة ثم قالت وهي تمسك كفيها برفق تجعلها تستقيم 
بصي يا رفقة أنا عيزاك تهدي خالص إنت هتقابلي الحرباية عفاف والأفاعي عيالها عيزاك تكوني سعيدة لأبعد حد وتفرحي وتستمتعي باليوم ومش تسمحي لحد يعكر عليك اليوم 
ابتسمت رفقة رغم اضطراب قلبها وأردفت بثقة وقوة 
متقلقيش يا نهال أنا عارفة أنا هتصرف إزاي 
جذبتها نهال بسعادة وقالت 
طب يلا نطلع العريس منتظر 
تنفست رفقة بعمق وهي تمسك بكف نهال هامسة بتوتر 
أنا مكسوفة أوي يا نهال ومتوتره خليك معايا 
همست لها نهال بحنان وهم يسيران للخارج 
عيزاك تعرفي أن أنا معاك وفي ضهرك دايما ومستحيل أسيبك واهدي وعيشي كل مشاعرك دي كلها ساعة ويبقى جوزك على سنة الله ورسوله وقدام كل الناس 
وقف يعقوب وأعينه معلقة بالممر بلهفة ليشعر بأن العالم توقف من حوله فور أن وقعت أعينه فوقها تأتي إليه في هالة من النقاء لا يقوى قلبه المسكين على تحملها 
اتسعت أعينه وقد فقد الشعور بمن حوله لا يدري بالزمان ولا بالمكان فقط كتلة البراءة تلك المجسدة بهذا الرداء الأبيض 
شعور لا تصفه كلمات شعور أكبر من كلماته 
أسرع يبعد عينيه عنها فإن طال الأمر دقيقة واحدة فهو لا يدري بالنتائج وسيخرج الأمر عن سيطرته 
وقفت أمامه رفقة مخفضة الرأس ملطخة الخدين بالورد وهي تفرك يديها بتوتر شديد وقلبها ينبض بقوة جعلتها تشعر أن من حولها يسمع تلك الطرقات المچنونة وهذا فقط عندما وصل إليها رائحة عطره الأخاذ 
أيعقل أن رائحة العطور تجعل القلوب تثور إلى هذا الحد المخبول !
تنحنح يعقوب يستدعي صوته المبحوح ليخرج متحشرجا وهو يقول بينما يضع بين يديها باقة من زهور الأقحوان 
اتفضلي 
انبلجت إبتسامتها على الفور بمجرد أن لامست أصابعها الباقة وشعرت بأنها زهور الأقحوان المفضلة لديها بالتأكيد هذه جميعها ليست محض صدف إنها دراسة دقيقة من جهة يعقوب لرفقة لمعرفة ما تفضل هذا ما قامت باستنتاجه نهال بعبقريتها 
همست رفقة بسعادة 
أقحوان 
إللي بتحبيه 
رفعت أعينها الجميلة نحوه ولم تدري أنها رشقت بأعينه وقالت بإمتنان وسعادة تدفق من أعينها 
حقيقي شكرا جدا 
غمرت السعادة قلب يعقوب لرؤيتها
تم نسخ الرابط