شاهين الجزئين
المحتويات
حاجة ثانية فأهلا و سهلا و لو مش عاوزة أرجوكي بلاش تزيدي عليا و إرحميني...انا تعبان من الشغل و مش ناقص.... وقف من مكانه محاولا إنهاء الحديث بأسلوب لين لكن فريدة كان لها رأي آخر فڠضبها تضاعف بسبب فشلها مرة أخرى في جعله يطيع كلامها لتهب من مكانها تصړخ پغضب إنت لحد إمتى حتفضل كده كل أما آجي أكلمك تقلي بحب مراتي.... داه إيه التخلف اللي إنت فيه داه... مراتك مين ها... مش كفاية إنك جايبها من الشارع مش عارفينلها اصل و لا فصل و تجوزتها ڠصب عننا كلنا.... خلتك تخسر عيلتك عشانها و في الاخر مقدرتش حتى تفرحك بحتة عيل يشيل إسمك.... مسح عمر وجهه بارهاق وهو ينظر نحوها بخيبة أمل رغم تعوده على أسلوبها الجاف في الحوار قائلا بعد أن رسم ملامح اللامبالاة على وجهه أنا حافظ الاسطوانة المشروخة
دي اصلي لاسف من اول شهرين جواز و انا كل أسبوع بسمعها مرة و أحيانا مرتين ثلاثة...و لو على العيلة فكلهم قابلين هبة و بيحبوها بابا و إخواتي مكانش عندهم اي إعتراض عليها إنت بس اللي مش متقبلاها عشان عقلية الطبقات و الباشوات اللي لسه معششة في دماغك...من الاخر إنت عاوزة إيه ياست ماما . جلس على كرسيه محاولا العودة لعمله متجاهلا توتره و ضيقه من كلامها ليرفع عينيه نحوها ناظرا إليها پصدمة عندما قالت له بلهجة آمرة تطلقها و انا بنفسي حجوزك واحدة تليق بيك و من مستوانا كفاية رمرمة..... صړخ عمر بصوت عال بعد أن ضاق ذرعا من تصرفاتها و چنونها ماما... لو سمحتي داه مكان شغل مينفعش نتكلم في حاجات خاصة هنا.. في ناس كثير هنا و ميصحش حد يعرف أسرارنا.... حملت فريدة حقيبتها متجهة نحو الباب قائلة و هو في حد ليه معرفش بحكايتك فتحت الباب لتجد هبة تجلس وراء مكتبها رأتها لتقف و تلقي عليها التحية بأدب لكن فريدة نظرت إليها باشمئزاز من فوق إلى أسفل قبل أن تشير باصبعها نحوها ملتفتة لعمر الذي وقف من مكانه إستعدادا لأي مشكلة اهي شرفت الهانم أنا مش عارفة إيه اللي عجبك فيها دي....على الاقل مرات شاهين حلوة و شبه الأجانب و مخلفة بدل العيل إثنين إنما دي.... نفخ عمر الهواء بقوة و هو يشعر أنه سينفجر في اي لحظة خاصة بعد أن لمح دموع هبة التي حاولت إخفائها عنه لكنها فشلت ليقول ماما لو سمحتي مافيش داعي للكلام داه... هبة عندي بالدنيا كلها و ميهمنيش رأي حد حتى لو رأيك... أنا حوصلك لباب المكتب... الساعة داخلة على واحدة زمانه بابا و إخواتي مستنيينك على الغدا..... أحاط كتفيها بذراعه ليرغمها بلطف على المشي بجانبه و يوصلها نحو باب المصعد لتلتفت نحوه فريدة مرة أخيرة قبل أن تدلف و تهتف بوعيد مش حسيبك يا عمر و مش حرتاح غير لما أطردها برا حياتك و عيليتنا خالص و يا أنا يا هي بنت منصور.... حرك عمر رأسه باستسلام و هو يودعها باشارة من كفه قبل أن يغلق أمامه باب المصعد.... تنهد لينفث كل تعبه و إرهاقه و غضبه الذي تمكن منه رغم تصنعه الهدوء إلا أن والدته في كل مرة تحدثه فيها توقظ جميع آلامه و أحزانه التي يحاول نسيانها... لاتعلم المجهود الذي يبذله حتى لا ينفجر أمامها مخبرا إياها بالحقيقة و أنه هو من يعاني مشاكل في الإنجاب و ليس زوجته المسكينة التي تضطر في كل مرة تحمل كلامها السام بصمت.... رجع سريعا نحو المكتب ليطمئن على هبة و التي رسمت على وجهها بتسامة مزيفة على وجهها كعادتها حتى لا تشعره بالذنب.... أشار لها بأن تتبعه لمكتبه.... دخلت هبة لتجده يجلس على الاريكة ناكسا رأسه باحباط كمن يحمل هموم الدنيا على كتفيه... رفع عينيه نحوها يتأملها بعشق مفرط إبتسمت هبة على تصرفه فهذا مايفعله عمر دائما عند إحساسه بالضيق قائلا مش عارف مين غيرك كنت حعمل إيه حتفضلي مستحملة لغاية إمتى و انا واقف كده بتفرج عليكي و مش عارف أعمل حاجة أنا نفسي افرحك و اعوضك على صبرك معايا بس للاسف انا. أجابته هبة و هي لاتنكر تضايقها الشديد من كلام والدته لكن حبها لعمر يجعلها تتحمل و تتناسى رغم تأثير كلامها على نفسيتها لكن ما باليد حيلة كما يقال فلو كانت غيرها لما سكتت هبة و لكانت اوقفتها عند حدها.... معلش يا حبيبي دي بردو مامتك و إنت عارفها كويس بلاش تزعل نفسك انا مصدقت إنك بقيت كويس بعد آخر زيارة للدكتور . جذبها عمر برقة لتجلس بجانبه على الاريكة ليقبل كلتا يديها هاتفا بحسم انا حعدي عليهم المساء بعد الشغل و حبقى أفهمهم الحكاية خلي الكل يعرف إن ملكيش ذنب و إن إنت اللي متحملاني
متابعة القراءة