أخطائه
المحتويات
ثلاثتهم على طاولة الطعام يتناولون العشاء فقدظل يمرر نظراته بين والدته الصامتة وتلك التي
تدعي انشغالها بأكل ذلك المحار الفريد الذي جلبه لها انتظر ان يبادر احد بالحديث ولكن دون جدوى مما جعله يتيقن أنهم اختلفوا من جديد ليسأل بهدوء
خيرررررر ايه حصل احكولي كلي أذان صاغية
زفرت هي بضيق بينما ردت ثريا بعقلانية
مش باين !!
قالها بتوجس وهو ينظر ل نادين
لتستأنف ثريا كي تلهيه عن خلافهم
خلاص بقى قولتلك مفيش حاجة ويلا احكيلي انت عملت ايه في مطعمك
حانت من نادين بسمة هازئة عندما استمعت لسؤالها التي عدلته هي بعجرفة
قصدك مطعمي يا مرات بابا ......متنسيش أنو بس بيدير أملاكي بصفة مؤقتة
ارتفع حاجبيها وقالت بغرور وثقة لا مثيل لها
على الورق وبس ومش كل شوية لازم افكركم ان القرار بإيدي ومحدش هيعرف يجبرني على حاجة
تناوبت ثريا النظرات بينهم تنتظر منه أن يتفوه بشيء ولكن هو كان يشعر ببركان ثائر برأسه من تمردها التي لن تكف عنه فما كان منه غير صراخه بها
انتفخت أوداجها وصاحت بعناد
وإن مقومتش يا يامن هتعمل ايه
متقوميش يا نادين هقوم انا ....تصبحوا على خير
قالها بنفاذ صبر قبل ان تشتد نوبة غضبه أكثر فهو يقسم انها لو فتحت فمها بكلمة آخرى سيفقد لجام نفسه
كانت تجلس منفردة كعادتها بغرفتها ممددة في فراشها دون حراك فقط شاردة بسقف غرفتها حين انتشلها طرقات منتظمة على باب غرفتها لتعتدل وتأذن للطارق إذا بالخادمة تخبرها
هزت رأسها بطاعة ثم أشرت للخادمة لتنصرف وهي ټلعن حياتها فمن المؤكد أن زوجة أبيها أخبرته بما حدث ويريد ان يوبخها كعادته زفرت بضيق شديد ثم استبدلت ملابسها كي توافيه مثلما أخبرتها الخادمة وما ان وقفت على أعتاب غرفة مكتبه سمعت صوت زوجة ابيها تزيد بالحديث عليها ولكنها لم تبالي ودخلت قائلة بملامح جامدة دون أي تعبير يذكر
أجابها والدها بحدة
انا عرفت اللي حصل أمبارح ومش عاجبني اللي انت عملتيه
تنهدت هي وأخبرته بهدوء وبملامح واهنة
آسفة .....
زفر أبيها أنفاسه دفعة واحدة وعاتبها
أنا مش معنى إني سايبك براحتك تنبسطي وتعيشي سنك أنك تتمادى كده أنت غلطتي ولازم تتحاسبي
حانت منها بسمة باهتة وأخبرته بأحترام
نظر لزوجته يلتقط نظرتها المحفزة له ضدها وهتف قائلا
مفيش خروج بعد كده غير بعلمي ولازم يكون معاك السواق .....ومفيش سهر بعد كده ولا شرب فااااااهمة
أجابته بطاعة وهي تقاوم رغبتها بالبكاء كي لا تجعل الآخرى تشمت بها
حاضر ......عن اذنك
لتنصرف هي بخطوات واهنة بينما الأخرى ابتسمت وقالت لزوجها
ايوة كده يا بيبي لازم تشد عليها شوية علشان ما تخرجش عن طوعك زي أمها
أومأ لها ببسمة باهتة وبضيق شديد وهو يتذكر تلك التي هجرته سابقا وما كان منه غير يؤيد رأي زوجته ويستمع لكل نصائحها التي يظنها تصب في مصلحة أبنته
صباح يوم جديد يخبئ بطياته الكثير فقد أوصلها كعادته كل يوم لجامعتها دون أن يتفوه ببنت شفة عن ما حدث بالأمس فقد وئدت تلك اللهفة التي كان يعود بها من أجلها ولكن هي تظل هي لن تتغير
هتفضل ساكت كده كتير
رفع عينه لها وقال بهدوء مصتنع يخالف ثورة عقله
عايزاني اقول ايه بعد اللي قولتيه امبارح !!
سطع المكر بعيناها وبررت بثقة
انا مغلطتش في حاجة ..........دي الحقيقة اللي انت مش عايز تستوعبها انت ومامتك
زفر بضيق واشاح بنظره بعيدا عنها فهو مل من طريقتها المتعجرفة تلك و من كبح تمردها ولكن الأدهى أنها ظلت تضغط عليه وكأنها تتعمد ان تخرجه عن طوره بقولها
يوووووووه بلاش تستفزني بسكوتك ده
ضړب المقود بقبضته بنفاذ صبر وهدر بإنفعال
عايزة تسمعي ايه ...... عايزاني اقولك صح عندك حق ....تمام عندك حق..... وانا ولا حاجة
و وجودي في حياتك ملهوش اي معنى غير على الورق وبس ......ارتحتي كده .....ردي عليااااااا
كان يهدر بكل كلمة بنبرة منفعلة وبأعصاب تالفة لم يستطيع التحكم بها أكثر مما جعلها ترد بغرور لا مثيل له وحاجبيها تعلو بزهو
أيوة ارتحت ....بس ياريت انت متنساش ده
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تتدلى من سيارته وتسير بطريق جامعتها مما جعله يشعر بخيبة أمل لا مثيل لها فهل يا ترى حان الوقت لكي ييأس منها أم سيظل يجاهد دائما من أجل قلبه ويحاول ترويضها
جلست داخل المدرج الخاص بمحاضرتها ليباغتها هو بجلوسه بجانبها وقوله بجانب اذنها
يخربيت حلاوتك ...وحشتيني
ابتسمت بغرور وارتفع حاجبيها بمكر وسألته بعتاب طفيف
مش قولت مش جاي
مقدرتش افوت الفرصة ومشوفكيش يا نادو
قالها بغمزة من عينه العابثة وهو يسحب يدها خفية ويضغط عليها لتنتفض هي وتسحبها منه وتوبخه بهمس شرس
هتفضحنا الله يخربيتك ابعد .....المحاضرة هتبتدي
هز رأسه بتفهم ونظر أمامه وقال هامسا
ما تيجي نخلع المحاضرة دي علشان محضرلك مفاجأة حلوة
اومأت له بحركة بسيطة والحماس قد تملك منها غافلة عن تلك التي تراقبهم من بعيد ولاحظت ما يدور بينهم لتمر بين زملائها
وتهدر بحدة ما ان وصلت لموضع جلستهم
ممكن تقعدني جنب نادين
تحمحم ونهض كي تفوت هي
طيب براحة يا شيخة نغم انا اصلا كنت ماشي
لتهبد كتبها وتجلس توبخها ما ان انتبهت لها
بتتكلمي مع الزفت ده ليه
اجابتها نادين بعيون زائغة
عادي يا نغم كان بيسألني على حاجة
لتعقب نغم بعقلانية
نادين انا مش برتاح للشاب ده ولا للشلة بتاعته كلها علشان خاطري ابعدي عنهم
لترد نادين بسأم
يا بنتي ارحميني بقى من الاسطوانة دي ......وفكك مني ....اقولك انا ماشية وهسيبلك المدرج كله سلام
لتهمهم نغم بنبرة متحسرة على صديقة عمرها
ربنا يهديك يا نادين ويبعد عنك ولاد الحړام
كان يقود سيارته بطريق منزلها مما جعلها تتسأل بتوجس
ده طريق بيتي انت بتهرج صح
نفى برأسه وقال بغمزه من عينه
عارف ....ومتقلقيش عايزك تثقي فيا
زفرت انفاسها بتوتر عندما توقف أمام بناية فاخرة تبتعد بشارع واحد عن موقع منزلها و دعاها ببسمة واسعة تفيض بالعبث ان تدلى من السيارة بعدما تدلى هو وفتح بابها
يلا يا نادو انزلي
ابتلعت ريقها بحلق جاف وهي تشرأب برأسها وتتناوب نظراتها بينه وبين البناية بتردد كبير وخاصة عندما حاول هو طمئنتها
أنت بتثقي فيا مش كده ....مټخافيش انا...........
تنهدت كي تحفز ذاتها وقاطعته بثقة وبغرور كعادتها وهي تتدلى من السيارة
انا بثق في نفسي أكتر يا طارق متخلقش اللي يغصبني على حاجة انا مش عايزاها
لمع سواد عينه بعبث ماكر و بسط يده كي تتقدم بخطواتها لتبتسم هي بغرور وتسير أمامه بخطى واثقة رغم التوتر الذي يعتري دواخلها وشعورها أن ما تفعله خطأ لا محالة ولكن شيطانها برر لها وأدعى براءة خطيئتها فهل ياترى يوجد خطايا بريئة كما يدعون أبطالنا لا أظن ذلك ولكن دعونا نمهلهم الوقت الكافي لكي يستوعبون بأنفسهم .
٥٦
الفصل الخامس
التدقيق في أتفه التصرفات قد يهوي بك إلى الجنون لذا تغافل مره وتغابى مرتان.
وليم شكسبير
جلست على طاولة الطعام دون ان تنبس ببنت شفة فقط تعبث بطبقها دون ان تمسسه اجفلها سؤال والدها ما ان جلس بجوارها
ما روحتيش الجامعة ليه معندكيش محاضرات ولا ايه
رفعت فيروزتها له وأخبرنه بإقتضاب وبملامح واجمة
مش عايزة مليش مزاج ومتفقة مع منه هقابلها في النادي
تنهد فاضل بعدما أزعجه بهوتها وأخبرها بحنو وهو يربت على يدها الآخرى المسنودة على الطاولة
متزعليش مني إني اتعصبت عليك انا عايز مصلحتك وخاېف عليك يا ميرال أنت بنتي الوحيدة وحالك مش عاجبني
حانت منها بسمة هازئة وأخبرته وهي تستند بأريحية أكثر على مقعدها وتربع يدها
بأمارة أيه يا بابي !
جعد أبيها حاجبيه وسألها بعدم فهم
يعني ايه
أجابته بتهكم تقصدته
تعرف ايه عني وعن حياتي تعرف أيه عن اللي بيريحني وفعلا في مصلحتي ........
أجابها والدها بنفاذ صبر وهو ينظر بساعة يده
حبيبتي ممكن نأجل الكلام ده لبعدين أنا متأخر
هزت رأسها ببسمة مټألمة وأضافت بإحتياج شديد
على فكرة انا اهم من شغلك ومن حقي اتكلم معاك ..... واحس بوجودك في حياتي ......
تنهد والدها وبرر ببراءة
حبيبتي كل اللي بعمله ده ليك ولمستقبلك وللأيام الجاية
نفت برأسها بأعصاب تالفة وصاحت بيأس تملك منها
أنا اللي ليا النهاردة وميهمنيش الأيام الجاية .....مش يمكن متجيش و مبقاش موجودة ومفرقش مع حد
يالهوي بعد الشړ عليك ليه بس بتقولي كده ياست البنات!!
قالتها محبة رئيسة الخدم وهي تدلف لتوها تحضر لها كوب من عصير الأفوكادو التي تفضله
ليؤيدها والدها
تعالي شوفي الكلام الفارغ ده يا محبة وعقليها
لتعقب محبة بحنو حقيقي وهي تضع الكوب الذي بيدها على الطاولة
ربنا يخليك ويحفظك بلاش تفولي على نفسك يا ست البنات
تنهدت ميرال وردت
لو فعلا زي ما بتقولي يا دادة يسمع كلامي ويعمل اللي يريحني
دافعت محبة بعشم
ده أبوك يتمنالك الرضا ترضي يا بنتي مش كده برضو يا فاضل بيه
هز والدها رأسه يؤيد حديثها وتأهب لابنته وهو يحسها بنظراته أن تخبره بما تريد
لتتلعثم هي بنبرة شبه راجية
انا محتجاك يا بابي ومحتاجة وجودك جنبي .....تعالا نسافر أي حتة ونغير جو سوا
تحمحم والدها يجلي صوته وقال بنبرة آسفة
حبيبتي أنا مش فاضي حاليا وكمان دعاء عندها شغل واجتماعات في الجمعية ممكن نأجل الموضوع ده شوية أكون استعديت بس لو مخڼوقة ومش عايزة تصبري ممكن تاخدي صحابك ودادة محبة علشان تاخد بالها منك وتروحي المكان اللي يريحك ومتقلقيش كل مصاريفكم عليا
شعرت بالحزن كونه لم يقدر إحتياجها وفضل ان يعوضها بطريقته التي يظنها هو كفيلة أن تعوضها عن كل شيء حتى حاجتها له ولأهتمامه
لتنكس رأسها وتركز نظراتها الحزينة على طبقها مما جعل محبة تتطلع ل فاضل بضيق وبعدم رضا وتعاتبه بصوت خفيض للغاية
ياريت هم الدنيا كله فلوس يا بيه
لم يهتم بتمتمتها بل أشار لها ان تنصرف وبالفعل أنسحبت وعادت للمطبخ لتباشر الخدم تزامنا مع نزول دعاء زوجة ابيها والقائها تحية الصباح عليهم وجلوسها على طاولة الطعام بجانب ابيهاوهي تسدد له نظرة ذات مغزى التقطها و قال بتعجل وهو ينهض من مقعده ينوي المغادرة
كلام أمبارح يتنفذ بحذافيره ومش عايز استهتار ............عربيتك خدوها تتصلح الصبح تقدري تاخدي أي عربية من الجراچ
عم مؤنس عنده ظروف و وأخد أجازة دعاء اتصرفت و جابت واحد ينوب عنه عقبال ما يرجع هو شاب محترم وانا اتأكدت من هويته بنفسي عايزك تعامليه كويس وانا بلغته بكل المطلوب منه
أومأت له بطاعة دون أي مجادلة وكانها فقدت شغف الحديث من الأساس ليغادر والدها وإن كادت تنهض هي الآخرى كي تغادر باغتتها دعاء ببسمة متشفية
برافو يا ميرال لازم تسمعي كلام باباك
هو عايز مصلحتك
حانت منها بسمة هازئة فتلك ال دعاء قد تعدت حدودها معها وتمادت على الأخير ولابد من ردعها
اوعي تفتكري إني مش
عارفة أنت بتحاولي تعملي أيه
ولأخر مرة بحذرك
متابعة القراءة