أخطائه

موقع أيام نيوز

بتوابع خطيئته كان ربما يتشفعله عندها و لا يداهمه ذلك الشعور الممېت الذي يفتك به الآن.
هز رأسه يحاول أن ينفض ذلك الشعور عنه ثم جال ببنيتاه القاتمة محيط المكان بضيق شديد فهنا أطباق وبقايا طعام لم تنضب منذ عدة أيام وهنا ملابس متناثرة...وحتى الغبار يكسو الأرفف والأثاث وحتى المقتنيات بشكل يثير الاشمئزاز...أما في المطبخ الذي كان يضوي ضي بعهدها فهو الآن فوضوي للغاية يضج بالكثير من الأواني والأطباق المتسخة وتفوح منه رائحة منفرة تجعله يود أن يتقيأ من بشاعتها....
زفر حانقا وهو يلعن ذاته ربما للمرة الألف بعد المائة على غبائه و انسياقه خلف رغباته اللعېنة دون أن يحكم عقله فلولآ ظهور تلك المنار بحياته و إغوائها له بشتى الطرق ما كان وصل به الحال لهنا 
نعم الأن يحملها هي أعباء كل شيء ويتقمص دور الضحېة التي لطالما برع في تقمصه وكأنه أدرك كونه كان مغيب بفضلها ولكن بكل أسف أدرك تلك الحقيقة بعد فوات الآوان فقد خسر كل شيء...والسؤال هنا هل تستحق هل أحبها لتلك الدرجة التي تجعله يخسر زوجته ويشتت ابنائه ويفقد عمله وامواله من اجلها حقا لا يملك اجابة لسؤاله كل ما يملكه هو الضياع والتشتت والندم بعد تطليقها فهو في أبعد كوابيسه المفزعة لم يتخيل كونه يتهور و ينطق بتلك الكلمة التي تفك حصارها.
مرر يده بخصلاته الفحمية بإرهاق تام وهو يحاول نفض تلك الأفكار التي تقتله بالبطيء ثم قرر أن يأخذ حمام دافئ كي يساعده على النوم وبالفعل نزع قميصه البيتي وتوجه لخزانته كي يخرج منها منشفة ولكن لم يجد ولا واحدة فيبدو أن جميعهم متسخين ولم تقم بغسل أي منهم ليلعنها بسره ويفتح خزانتها لعله يجد واحدة ولكن وهو يعبث بين الأرفف وجد شريط من الحبوب يعلمها تمام المعرفة وكيف لا وهو من كان يجلبها بنفسه ل رهف ويصر عليها أن تواظب عليها بلا انقطاع ويفرض عليها عدم رغبته بالإنجاب مرة أخرى ولكن الآن قد انعكس الأمر وكأن الزمن يسخر منه ويرد له الصاع صاعين فقد اعتصره بين يده بأنفاس غاضبة وعيون زادت قتامتها وهو يتوعد لها بأشد الوعيد حين عودتها.
بينما هي كانت بعيدة كل البعد عن ما يشغله بل كانت تحيك لأمر آخر كي تعوض خسارتها وإهدارها للوقت مع ذلك الساخط اللعېن الذي اختزل احلامها و وئد رغد عيشها 
فقد مالت بجسدها على صيدها الجديد ثم همست بنبرة تقطر بالخبث أمام وجهه
قولت ايه يا حوسو
اعتلى جانب فم حسام وقال ببسمة متخابثة لا تقل شيء عن خبثها
لأ...
ضړبت الأرض بكعب حذائها وحاولت اقناعه من جديد
ليه ما كل حاجة في ايدك وتقدر تعمل كده بسهولة
أجابها بمكر وهو يوليها ظهره بكل برود
أنا مقولتش مقدرش... وللأسف طلعت غبية ولسه مفهمتنيش
طب فهمني عايز ايه واكيد هنتفق...
أجابها وهو يلتفت برأسه و يتفرس بكل إنش بها بطريقة وقحة اعجبتها وجعلتها تغتر بذاتها وبما تملكه من تأثير طاغي على معشرهم
عندي استعداد انفذ الاتفاق بس بشرط
تأهبت بنظراتها بينما هو قال وعينه يغزوها نظرة غامضة تجمع بين الرغبة وشيء أخر لم تتعرف عليه
عايزك تبقي ليا يا منار 
طرقات على باب الشقة جعلتها تهرول تفتح الباب دون تمهل وهي تعتقد أنها شهد ولكن خابت ظنونها عندما وجدته يقف أمامها بتلك الهالة الجدية للغاية لتتلعثم قائلة
حمود...
تلجم لسانه وهو يجول ببندقيتاه يطالع هيئتها المذهلة و يبتلع ريقه بصعوبة بالغة 
فكانت ترتدي منامة وردية اللون قصيرة للغاية ذات فتحة من الأمام دائرية
تظهر نحرها ببذخ مصحوبة بروب نفس لونها ولكن يمتد طوله إلى بعد ركبتيها تاركته مفتوح ومتهدل على ذراعيها يظهر حملات منامتها وانعكاسها على بشرتها جعل دمائه تدفق برأسه ويهدر بحمئه بعدما أشاح بنظره و استغفر بسره
أنت ازاي تفتحي الباب بالمنظر ده
طالعت هيئتها مستغربة وهدرت بعفوية
ماله منظري يا حمود انا...
قاطعها بعصبية شديدة نابعة من غيرته
أنت ايه اقفلي الزفت الروب واخر مرة تفتحي الباب بالمنظر ده
لملمت مأزرها بخجل واستغربت حمئته الغير مبررة والتي لم تتفهم المغزى منها لذلك لم تجادل رغم حنقها منه فصديقتها برئتها وهي حاولت مرارا وتكرارا أن تفهمه وتجعله يستمع لها ولكن إلى الآن رأسه يابس كالحجر الصوان وحقا في كل مرة هي من تبادر وتصرح بتمسكها به ولكن هو ولا مرة فعل
خدي الأكل... 
انتشلها قوله وهو يزفر حانقا ويدفع صينية الطعام جهتها كي تلتقطها لتتناولها من يده وتسير بضع خطوات وتضعها على الطاولة وإن تقدمت جهة الباب مرة أخرى وجدته مازال يقف لتشدد على مأزرها وتطالعه بنظرات حائرة حين تسأل
صاحبتك عاملة ايه دلوقتي
اجابته بإقتضاب
لسه مفقتش أنا اتصلت بدكتور تاني هيجي يشوفها
يجي فين ومين اللي هيستقبله إن شاء الله أنت ...
ايوة وفيها ايه
ويا ترى بقى بالروب!
قالها بغيظ وهو يكور يده بقوة ويشعر بنيران الغيرة تأكل قلبه 
ولكنها لم تتفهم ذلك واجابته بتلقائية
الدكتور ده بتاع العيلة ومن سن بابي وبعدين كنت هقول ل شهد تطلع وقت ما يجي...
هز رأسه ولم يعجبه الأمر بالمرة فهو كان يرافق الطبيب الذي يجمعه معرفة مسبقة به بنفسه ويتحجج كي يظل ولكن أن تأتي هي بطبيب وتستقبله بذاتها لا هذا غير محتمل بالنسبة له لذلك هدر بكامل صوته الأجش دون حتى أن يجليه قليلا فصدر قويا افزعها
تبلغيني أنا قبل ما يجي لازم يكون في راجل معاكم
تعلقت فيروزتاها به لثوان تشعر بالحيرة من حديثه وقبل حتى أن تجد جواب مناسب له 
كان يفوت للداخل ويديرها بتلقائية ويغلق باب الشقة بسرعة متناهية... شهقت هي وسندت ظهرها على الباب المغلق وهي تدعم ذاتها بحركة عفوية تتمسك بأحد ذراعيه وهو يقف بمواجهتها ليبرر هو بصوت خفيض للغاية وهو ينظر من العين السحرية للباب
ششششش في حد نازل من على السلم وعيب يشوفوني واقف على الباب مش عايز حد يتكلم كلام ملوش لازمة
تنهدت بيأس وحاولت أن لا تتأثر بقربه منها ولكن قلبها دفعها دفع حتى تميل على ذراعه وتسند وجنتها عليه دون حديث ولكن بداخلها كان ېصرخ اشتقت لك معذبي ارحم قلب اضناه الوحدة وسئم الفراق ..اتوسلك بكل عزيز أن ترأف بي وتزحزح قناعاتك الراسخة التي تعيق

قربنا فلا طاقة لي على جفاك.
بينما هو كان مرتبك بشده يعتصر عينه ويتحاشى ملامستها بأي شكل من الأشكال مشتت لايعلم ماذا يفعل كل ما كان متأكد منه حينها أنه ايضا اشتاقها ولكن يصعب عليه التعبير فقد تعالت وتيرة أنفاسه وزلزل قاع قلبه ككل مرة تكون بذلك القرب منه ليمنح عقله الذي يؤرقه هدنة رادعة ومع سكونها تهدلت ملامحه براحة واقترب برأسه يتناول نفس عميق من رائحتها المسكرة التي تنفذ لحواسه تخدرها تاجج
بداخله تلك المشاعر المستترة التي لطالما كبحها ولم يصرح بها
وعند تلك النقطة دق ناقوس الخطړ واستفاق عقله من غفوته لينتفض كالملسوع ويبتعد عن حيزها وهو يستغفر الله بسره لعدة مرات ويلعن ذلك الشيطان اللعېن الذي جعله يقدم على ذلك لتطالع هي بتوجس مستغربة ردة فعله في حين هو صمت لبرهة ثم قال بعدما أجلى صوته الأجش بحمحمة قوية
مكنش لازم أطلع اصلا ولولآ أن شهد حماتها تعبت وكانت مستعجلة تروحلها هي وطمطم مكنتش سمعت كلامها ولا حطيت نفسي في موقف زي ده...
نظرت نظرة حائرة مفعمة بخيبة الأمل في صميم بندقيتاه ثم تساءلت وهي تلملم خصلاتها خلف اذنها بغيظ
خاېف على سمعتك للدرجة دي!
اجابها بعقلانية وهو يفتح باب الشقة وينوي المغادرة
عليكم مش عليا...
حانت منها بسمة باهتة بعيون اندثر بها لمعتها وقالت وهي تبتعد عن الباب كي تفسح المجال له
على العموم شكرا وقول ل شهد بلاش تتعب نفسها بعد كده أحنا تقلنا عليكم اوي...انا اول ما نادين تبقى كويسة هنمشي ومش هضايقكم تاني
زفر هو حانقا ولعڼ غبائه ومنعها من الابتعاد متمسك برسغها معتذر لها اخيرا
ميرال انا اسف علشان مسمعتكيش...بس ڠصب عني مقدرتش اتحمل أنك كدبتي عليا...
احتل الحزن عيناها حين صرحت بذلك العتاب الذي يثقل قلبها
بس انا مكذبتش عليك...انا خبيت علشان مخسركش لكن لما أنت عرفت صارحتك ومأنكرتش وفهمتك انا ليه عملت كده...انا مقولتش إني صح...ومقولتش كمان إني مش غلطانة ولا مظلومة اه نادين افترت عليا وألفت قصص وحكايات عني بس ده ميمنعش أن جزء بسيط من كلامها صح وانا عمري ما أنكرته بالعكس أنا بعترف غلطت ولما انت عرفتني مكنتش ملاك و كنت ضايعة وعمري ما انكرت ده أنا صريحة معاك من أول يوم يا حمود...وكنت بعبر عن مشاعري
وعن احتياجي ليك بكل الطرق بس أنت دماغك ناشفة و عمرك ما كنت صريح حتى مع نفسك ولا معايا...ولا حسستني انك متمسك بيا ومن أول غلطة اتخليت عني
عجز عن الرد حتى انها لاحظت نفور عروق يده التي تدل على تلك الحړب الضارية التي تقام بداخله لذلك حاولت أن تخترق دفعات عقله قائلة
أنا اللي أسفة...إني فرضت نفسي ومشاعري عليك...أنت مش مجبر تصدق كلام نادين ولا مجبر تصدق كلامي...والقرار بأيدك...
قالت أخر جملة بكبرياء وهي تجذب باب الشقة حتى تفتحه على مصراعيه مما جعل لسانه يتلجم ينظر لها نظرات عاجزة ذات ألف مغزى ولكن تبا لعقله وقناعاته التي سيطرت عليه وجعلته يفر هاربا من أمامها وكأنه يؤكد ظنونها لذلك قررت أنها لن تبادر بعد الآن فإن حقا يحبها ويتمسك بها فهو يعلم ما يتوجب عليه فعله من اجلها.
أما عن تلك الطامعة التي اغشى الجشع عيناها فكانت تستشيط غيظا فإلى الآن لم يريح ذلك الغبي قلبها ولم ينفذ ما اوكلته به...لا وما يغيظها أكثر أن التوقيت مناسب بشدة فهي تعتقد أن ميرال كما اخبرتها خارج البلد ترفه عن ذاتها ومن الجيد أنها غائبة حتى لا تتأثر وټنهار بعد تلقين ذلك المتعجرف درسا قاسېا كي يبتعد عنها...
ولكن أين الغبي الذي وكلته بذلك فمنذ أن حاكته واتفقت معه وانقطعت كافة أخباره مما جعلها تكاد تصاب بالجنون فإهدار الوقت ليس لصالحها 
وها هو يجيبها بعدما هاتفته ربما للمرة الألف بعد المائة و وجدت هاتفه خارج النطاق
تحت أمرك يا هانم
أنت فين يا غبي وليه منفذتش لغاية دلوقتي
اجابها هو بلا مبالاة وبنبرة تقطر بالإجرام
لمؤاخذة كده اعدلي أنا مش غبي ...ومنفذتش علشان كنت محپوس...ولسه خارج بعد ما اتورطت في خناقة واتطسيت حكم...يظهر أن قدمك قدم الشوم عليا يا هانم ومن ساعتها وأنا حالي واقف
تأففت هي بنفاذ صبر
افففف اخلص هتنفذ امتى
اجابها بخبث مقيت وبثقة مچرم مخضرم بالإجرام
قبل ما انفذ لازم تعرفي الجديد المحروسة بت جوزك قاعدة معاه في بيته
اتسعت عين دعاء وأكدت عليه وهي ټلعن تلك الكاذبة بصوت جهوري وصل صداه لتلك التي كانت تسترق السمع من
تم نسخ الرابط