روايه لدعاء عبد الرحمن
المحتويات
طرقات خفيفة على باب حجرته
ورأى رجلين يراهما لاول مرة مد نادر يده يصافحه وهو يقول
أقدملك نفسى مهندس نادر
واشار إلى صاحبة وقال
وده الاستاذ باسم المحامى
واردف قائلا
عاوزين حضرتك فى كلمتين وهنمشى على طول
ابتسم مفتش الاثار إليهما ابتسامة واثقة وقال
اتفضلوا خير يا بهوات
بس المبلغ ده صغير اوى على العمليه دى
تدخل باسم وحاول اقناعه بطريقته الخاصه فى الحديث وانتهت المقابله على وعد منه بالتفكير قائلا
ادونى يومين افكر وبعدين تجولى نتكلم فى التفاصيل
تبادل باسم ونادر نظرات الانتصار وقال باسم
خرج نادر بصحبة باسم من عند الرجل الذى تبسم بثقة وهو يخرج هاتفه النقال ليجرى اتصالا هاما
أيه أنت مش هتروح بيتك ولا ايه قال فارس تلك العبارة وهو يمشى بجوار عمرو الذى كان يسير بجواره فى
طريقة إلى بيت والدته
فقال عمرو
لا أنا هبات عند أبويا النهارده أصل حماتى تعبانه شويه ومراتى وأختها بايتين عندها
وأنت مش رايح المكتب
هز فارس رأسه نفيا وقد علت قسمات وجهه سحابة حزن وقال
ماليش نفس اعمل حاجه خالص يا عمرو أنا هروح البيت يمكن اعرف اشوفها ولا أكلمها
ربت عمرو على كتفه وحاول أن يكون مرحا وقال
أنا مكنتش أعرف أنك هيمان اوى كده يا عم فارس
ألتفت إليه فارس بصمت حزين ثم سار فى طريقه ودعه عمرو دخل بيت والدته بينما دلف فارس إلى بنايته المقابلة له صعد الدرج ولكنه لم يطرق باب شقته وأنما صعد درجات عدة أخرى ووقف أمام بابها لا يعرف ماذا يفعل
وأخيرا وضع رايته مستسلما وهبط درجات السلم مرة اخرى متوجها إلى شقته
وضعت والدته طعام العشاء امامه على المائدة وهو شاردا فى وجوم وكأنه فى عالم آخر عاقدا ذراعيه امام صدره وقد تقابلا حاجبيه بشدة
مش هتاكل يا فارس
أوما برأسه وأمسك ملعقته وظل يعبث فى طبقه الذى امامه وهو مطرق الرأس وقد عاد إلى وجومه الدائم فقالت
يابنى مش كده ده انت مكلتش من امبارح ولا بتدوق طعم النوم حتى
تنهد بقوة وقال بأسى
مش عارف اعمل ايه يا ماما ياريتنى ما كنت كتبت الكتاب كنا عملنا الفرح على طول
ماما أنتى مبتشوفيهاش خالص
شدت على يده وهى تقول بسعادة مصطنعة
شوفتها النهارده وهى نازله مع مرات ابوها وكان شكلها باين عليه أنها كويسه
نظر إليها بلهفة وقال على الفور
كلمتيها
ابتسمت وقالت
كلمتها وهى مرات ابوها هتمنعنى أكلمها كمان وبتسلم عليك وبتقولك متقلقش عليا
خفق قلبه وضغط على يد والدته دون أن يشعر وهو
يقول
بجد يا ماما بجد كويسه
ابتسمت والدته وهى تؤكد له ما قالته ثم عادت لتكمل طعامها فى صمت بعد ان رأته قد بدأ فى تناول طعامه
نظرت إليه نظرة خفية بأسى وهى تهتف داخلها اقولك ايه بس يابنى اقولك الورده دبلت فى يوم وليلة من كتر الهم والبكى
وقفت مهرة فى الليل فى نافذتها ترجو ان تراه ولو لمرة واحدة تطل برأسها للأسفل بشدة لعلها تلمح ظله فتفاجأت بصوت زوجة ابيها تقول ساخرة
أدخلى من الشباك يا بت انتى ابوكى قال مفيش واقفة فى الشبابيك
ألتفتت إليها مهرة وعادت إلى الوراء وأغلقت النافذة بهدوء فهى لا تريد أن تدخل فى مجادلة كلاميه مع هذه المرأة على الاطلاق جلست على الفراش بعد أن اغلقت النافذة وتناولت احد الكتب بجوارها وشرعت فى قراءتها فنظرت إليها زوجة ابيها نظرات ساخرة وعادت ادراجها من حيث أتت بعد قليل دخل يحيى بعد طرق الباب عليها وأطل بوجهه فتبسمت له وقد لمعت الدموع فى عينيها فاقترب منها وجلس بجوارها وامسك يدها وهو يقول بإشفاق
متزعليش نفسك بكره ابوكى يصفى ويرجع فى كلامه
انسابت العبرات على وجنتيها وهى تقول متسائلة
ماما عامله ايه
أومأ براسه وهو يقول
ما انتى عارفه انها قاعده عند خالتك وبتسلم عليكى وبتقولك متزعليش منها هى مشيت وسابتك فى ساعة ڠضب ومعرفتش ترجع تانى لما ابوكى جاب مراته هنا
أطرقت براسها وقالت له متسائلة
وانت يا يحيى قاعد فين دلوقتى
قال مبتسما
عند واحد صاحبى هو مش من هنا اصلا من الارياف ومأجر أوضه هنا علشان الدراسه وانا قاعد معاه ومرتاح متقلقيش عليا
أطرقت برأسها ثانية وهى تقول باسى
يارب دايما تبقى مرتاح يا يحيى
نظر إليها بشفقة ورفع وجهها إليه بيده وقال مبتسما
هخاليكى تشوفيه متزعليش
أمسكت ذراعيه بلهفة وهى تهتف به
بجد يا يحيى
أشار لها أن تخفض صوتها ثم قال بخفوت
اه والله صدقينى بس أدينى يومين كده ماشى
أومأت برأسها فرحا وهى تمسح دموعها براحتيها وهى تقول ممتنة
متشكرة اوى يا يحيى ربنا يخاليك بس يومين كتير اوى مينفعش
متابعة القراءة