حمايا
المحتويات
وخاصة عندما وجدت شقيقها يرتبك ويدعي انشغاله بالطعام حين قالت
محمد جدع وراجل بجد يعتمد عليه ربنا يخليكم لبعض يا شهد وميحرمكوش من بعض ابدا
اجابتها شهد بمجاملة تحمل رسالة مخفية بين طياتها
يارب يا حبيبتي ... ويرزقك بأبن الحلال اللي بتتمنيه
اندثرت بسمتها لثوان و تعلقت عيناها به وكأن كافة امنيتها تختصر عليه بينما هو شعر بانقباض قلبه عندما خيل برأسه انتماءها لرجل آخر ليحتج قلبه بين احشائه صارخا عندما منحته تلك النظرات الناطقة التي تزلزل قاع قلبه وتطيح به ورغم انه قاوم وجاهدا ذاته كي يخفي ما يختلج بداخله
دام تشابك نظراتهم لثوان معدودة قبل أن تدس شهد بفمه ملعقة ممتلئة بالأرز قائلة
كل يا حبيبي دي مش اكلتك
يالهوي يارتني ما نطقت باين عليا حسدتك
زجرها محمد كي تكف عن مزاحها وابعدها عنه منزعج
يعني ده جزاتي كنت هتروح في شربة ميه قولت ألحقك
هز رأسه بلا فائدة فهو يعلم ماذا تقصد بحديثها لذلك زجرها وقال ببسمة متوعدة تعلم ما يحل بعدها
خلاص يا شهد حصل خير بطلي رغي وكلي وسيبي الضيفة تاكل
بدل ما أقسم بالله هعلقك زي ما بعلق بنتك في النجفة
كده يا حمود اختك حبيبتك تهون عليك تهزقها قدام المفعوصة دي
لا متهونيش طبعا ده انت تاج راسي يا ام الاوزعة
امتعض وجه الصغيرة واعترضت وهي تربع يدها بنزق طفولي
يوووه أنا مش اوزعه
رفع حاجبيه وقال مشاكسا وهو ينهض
حقك عليا يا ام نص لسان...انا شبعت هقوم اعملكو كوبيتين شاي كشړي أنما أيه عجب
شاي وكشري طب ازاي بتحط بدل السكر عدس و رز
قهقه بكامل صوته وشاركته شهد وحتى الصغيرة مما جعلها تشعر بالحرج الشديد وتقول متلعثمة
هو يظهر انا فايتني كتير ... مش كده!
اجابها هو مشاكسا
كده ...بس معذورة أصلك من كوكب تاني بس هفهمك وامري لله هو مش كشړي بالمعنى الحرفي هما
أومأت له بتفهم بينما الصغيرة عقبت في لماضة
ده انت باين عليك ابيضة خالص يا طنط ميرالومتعرفيش حاجة
برقت عين ميرالوعاتبتها بلطف عفوي وهي تقرصها من وجنتها
حتى انت يا طمطم ده أنا بحبك
وانا كمان بحبك ... لتؤشر على محمد وتستأنف بخفة
هو أبو رجلين طويلة ده هو اللي وحش وبيغلس علينا كلنا
ضيق عيناه بغيظ وتقدم من جلستها قائلا وهو يقبض على منكبيها و يرفعها لأعلى تزامنا مع شهقة ميرال ومحاولتها التمسك بها وبين صړاخ شهد
تعالي بقى مين ده ابو رجلين طويلة يا اوزعة يا ام نص لسان ده أنا ساكتلك من الصبح
ردت طمطمبشجاعة ليست بمحلها
أنت يا حمود يا حبيبي أبو رجلين طويلة ومفيش في البيت أطول منك
اعتلى حاجبيه بشقاوة وسار بها رافعها لأعلى بيد وبالأخرى أخذ يدغدغها بها لتقرقر هي ضاحكة وترجوه كي يتوقف بينما هو قال مشاكسا وبسمته مازالت تزين وجهه
هتقولي حرمت ولا اعلقك بدل النجفة
لتصيح الصغيرة مستسلمة
حرمت ...حرمت مش هعمل كده تاني
لينزلها وتفر ميرال من جديد قائلة
برضو رجليك طويلة
قهقهوا جميعا على مشاغبتهم سويا
بينما ضړب هو كف على آخر متمتا بغيظ
ماشى يا طمطم الكلب مش هسيبك غير لما اقصرلك لسانك ده... بقى انا رجليا طويلة ...ولا التانية اللي بتقولي عدس ورز وبتقولي فايتك كتير ده فاضل شوية وتقولي متنساش الكمالة وبتزعل لما بقولها أنت من كوكب تاني.
عن زعل يتحدث هو! كل ما في الأمر أنها لا توده دائما يشعرها باختلافها عنه لذلك بررت وهي تدثر طمطم
انا من نفس الكوكب بس أنت اللي ليك مصطلحات غريبة بحاول أفهمها
كاد أن يرد لولآ أن شهد قاطعته
خلاص يامحمد وهي هتعرف منين كلامك ده بطل و روح اعمل الشاي ومتنساش القرنفل
هز رأسه بشكل درامي وقال وهو مازال محتفظ ببسمته المشاكسة
أمري لله انا هروح بس حقن للدماء وعلشان خاطر الحلو
انفجروا ضاحكين على دعابته أما هي فكانت تعلم انه يقصدها هي بالحلو لذلك كانت تشعر بسعادة عارمة كونها لأول مرة ترى ذلك الجانب المشاكس من شخصيته مما جعلها تهيم بأثره دون قصد
غافلة عن عيون شهدالتي لاحظت ما يفيض من نظراتها وكم تمنت أن يكون حدسها صادق نحوها فقد أحبتها كثيرا وراقها تواضعها وعفويتها الصادقة في التعامل معهم.
كان في حالة من حالات الصراع النفسي تارة يعاتب ذاته على ما بدر منه بحقها وتارة يغشم حاله انه لم يخطأ وما حدث كان رد فعل لاستفزازها فهو لم يتعمد بتاتا ما حدث ولكن عقله العقيم تناسى حديثها و مواجهتها
الصريحة له بقناعتها
متابعة القراءة