حمايا
المحتويات
تقبل الشك مطلقا.
فقد حاوطت رأسها وانهمرت دمعاتها البائسة وأخذت تهز رأسها وكأنها تدعم استيقاظ عقلها من
غفوته ومداهمته لها بتلك التساؤلات دون هوادة.
هل مقتها لهم كان هباء
هل حقا نواياهم نحوها كانت بريئة
الستسعاد مش هنا
خرجوا يعني
لأ يا ست هانم دول في المستشفى من ليلة إمبارح والست رهف كانت بعافية
لطمتثريا وتساءلت بجذع
أجابها الحارس
والله يا ست هانم ما اعرف بس ست كريمة جارتهم اكيد عارفة علشان ابنها الدكتور هو اللي وداهم هناك وحتى الولاد الصغار عندها
تعالى وصلني لشقتها
أومأ لها بطاعة واتبعها لهناك لتخبرها كريمة بكل شيء وتطمئنها على الأطفال أنهم بامانتها لحين عودتهم لتذهب ثريا بعدها للمشفى بعد أن هاتفت يامن وأخبرته بتعب رهف لكن دون ذكر تفاصيل واوصته أن يترك عمله ويعود للمنزل كي ينوب عنها برعاية نادين فهي بحاجته الآن دون عن أي وقت سبق.
يوووه تليفونك ده صدعني مش معقول كده ماترد يمكن حاجة ضروري
لوح حسن بيده وأخبرها طبيعي خالص معقول كل ده بسبب الشغل
تنهد بعمق وأخبرها وهو يداعب وجنتها ببسمة باهتة كي يسايرها
أنا عارف إني قطعت شهر العسل بس اوعدك هعوضك وهاخدك أي مكان تشاوري عليه بس كام يوم كده أخلص من مشاكل الشغل
لما أشوف يا سونة أصلك بصراحة بقيت بتوعد ومبتوفيش
حقا أخر ما ينقصه هي فلم يستطيع مسايرتها أكثر لذلك هدر متأفف
يوووووه خلاص بقى يا منار أنا مخڼوق و مش ناقصك
تفاجأت من حدته الغير مبررة معها ولكنها تداركت الأمر بدهاء حين مالت عليه
بس أنا ناقصاك يا سونة وعايزاك...وعندي استعداد انسيك كل اللي مضايقك
دفعته هي پعنف عندما زادت قسوته وتعدى حدود احتمالها وصړخت به
انت اټجننت ايه اللي حصلك!
مرر يده بخصلاته بعصبية بعدما نظر المدمية وقال وبكل تبجح
قولتلك مش في المود وأنت اللي اصريتي اتحملي بقى
جعدت حاجبيها من تبجحه وقالت بغيظ شديد وبنبرة واثقة وهي ترفع سبابتها بوجه
أنت أيه الأسلوب الغريب ده المفروض تعتذر على الأقل مش انا اللي اتعامل كده
ذلك آخر ما قالته قبل أن تتركه يستشيط ڠضبا من كل شيء حوله ويركل أحد المقاعد بقدمه ويدور حول نفسه وهو يشعر انه على حافة الجنون إلى أن تعالى رنين الهاتف مرة أخرى ليتناوله ويرد بنبرة متعجرفة خالية من أي لباقة
عايز ايه انت كمان
لهنيهة لم يأتيه رد حتى ظن أنه أغلق الخط ولكن الأخر كان يحاول تحجيم اعصابه قدر المستطاع فالغرض من مهاتفته هو إرضاء ضميره ليس أكثر لذلك قال بإقتضاب ومن بين أسنانه
احتدت نظرات حسن وتساءل باستخفاف
مستشفى ايه وتعبانة مالها ما كانت مفرعنة امبارح
اجابه يامن بنفاذ صبر
مستشفى ....... و معرفش حاجة تانية...سلام
ذلك أخر ما تفوه به قبل ان يغلق الهاتف بوجهه مما جعل حسن يستشيط غيظا منه وهو يأخذ متعلقاته ويهرول ليذهب لها تارك شيطانه اللعېن يحيك برأسه العديد من السيناريوهات
لم تنبس ببنت شفة فقط دمعاتها تنسل من عيناها دون أي رد فعل يذكر حاولت سعاد و ثرياالتخفيف عنها ومواساتها ولكنها لم تنتبه لكلمة واحدة منهم بل كانت ساهمة بعيون فارغة وكأنها فقدت كافة شغف الحياه بعد خسارتها.
رهف علشان خاطري بلاش تعملي في نفسك كده...طب ردي عليا او عيطتي وخففي حمولة قلبك
هترتاحي
قالتها سعاد بمحاولة بائسة منها أن تجعلها تخرج عن حالة الجمود تلك ولكن بلا فائدة فلم تجيبها لتغمغم ثريا بأسى وبملامح متهدلة شديدة الحزن
لا حول ولا قوة إلا بالله كان مستخبيلك فين ده بس يا بنتي
لتعقب سعاد بحمئة
أبن أختك هو سبب كل ده منه لله ربنا ينتقم منه
نكست ثريا رأسها ولم تجد حديث مناسب ترد به لذلك ألتزمت الصمت وايضا سعاد التي كان يصعب عليها رؤية رفيقتها بتلك الحالة وكم تمنت لو تستطيع أن تخفف عنها ...
كان ذلك الصمت الذي ساد أجواء الغرفة ما هو إلا هدوء ما قبل العاصفة فقد شهقوا بقوة مفزوعين عندما اندفع الباب وظهر ذلك الساخط قائلا بحمئة ليست ابدا بمحلها
عملتيها يا رهف ونزلتي اللي بطنك وفكرك هتخلصي مني
ده انا هسود عيشتك
اندفعت سعاد كي تردعه عنها صاړخة وهي تدفعه بصدره
أبعد عنها مكفكش اللي حصلها بسببك... منك لله
دفعها عنه بغل قائلا بوعيد احمق وهو يحاول أن ېتهجم على تلك المسكينة التي لا حول لها ولا قوة
هي لسة مشافتش حاجة مني وانا هعرفها ازاي تعند معايا
لتدخل ثريا ناهرة إياه
اتهد بقى هتعمل فيها أيه أكتر من اللي عملته
اشتد الحوار بينهم ما بين لوم و وعيد غافلين كونها تخلت عن حالة الجمود التي
متابعة القراءة