روايه غرام بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز

علم بعشق خطيبته للمشروبات الغازية
حضرتك هتقولي عليها ما أنا عارفها يلا خليها تشرب براحتها و أول ما نتجوز هخليها تبطلها عشان صحتها لما تكون حامل
يارب يا بني يتمملكم جوازكم علي خير و تملوا علينا البيت عيال
ما أنا جايلك يا عمي بخصوص موضوع جوازنا
استمع الأخر إليه باهتمام بالغ
خير يا جمال يا بني لسه ما لقتش شقة للإيجار و لا فيه حاجة تانية
نظر إلي أسفل والحرج علي ملامحه ونبرة صوته يشوبها الخجل
أنا عارف حضرتك صابر عليا كتير أكتر من سنتين مهلة عشان ألاقي شقة إيجار و للأسف مش لاقي حاجة تناسبني أنا وهند أو تناسب المبلغ اللي معايا
أنا عارف ومقدر ظروفك عشان كدة عرضت عليك تتجوزوا و تعيشوا عندي وخالتك أم هند تراعيكم وتاخد بالها منكم
تبدلت ملامح جمال من الحرج إلي الامتعاض
لاء طبعا مش أنا اللي أقبل أعيش في بيت أهل مراتي
يعني إحنا غرب بالنسبالك
أبدا والله يا عم رمضان أنا أصلا عايز أعيش معاها في بيت لوحدنا زي كل اتنين بيتجوزوا بس أنا بقول كحل مؤقت و هو 
صمت حثه رمضان علي المتابعة
إيه هو
إننا نتجوز مع أمي لحد ما نلاقي إيجار مناسب
كان يتوقع الأخر هذا الحل لكنه لا يريده بل لا يريد لابنته العيش مع والدة جمال هذه السيدة ذات الطباع الحادة والكلمات اللاذعة التي تلقيها علي ابنته وكأنها اختطفت جمال منها 
قولت إيه يا عمي
تنهد رمضان و أجاب بحيادية
بصراحة يا بني الأمر ما يخصنيش يخص خطيبتك و أمها برضو أنا هابلغهم و اللي كتبه المولي هو اللي هايكون
لاء و ألف لاء يا رمضان يعني بنتي الوحيدة و اللي محلتيش غيرها
أسيبها تعيش مع عطيات العقربة!
صاحت بها زوجة رمضان والذي عقب علي حديثها
ما تسمعي للأخر يا أم هند ما تبقيش مندفعة علي طول كدة الجدع عايز يتلم مع بنتك في بيت واحد و مش استطاعتوا يأجر دلوقتي نقوم إحنا و الزمن عليه!
و هو كان يحلم إنها تبقي ليه لولا إن بنتك بتحبه و هو جدع محترم مكنتش هدخله البيت و اللي خلينا
مستحملين أمه و أخته الحرباية عشان خاطره هو
ولجت هند من باب الشقة علي حديث والدتها شعرت بغصة تخشي رفض والدتها
و فيها إيه يا ماما لما نتجوز مع أمه لحد ما نلاقي مكان مناسب للي معاه
رمقتها والدتها پغضب عارم
بت أنتي ما تتكلميش خالص أنا سمعت كلامك في كل حاجة قبل كدة المرة دي كلامي هو اللي هيتنفذ مفيش جواز غير لما يلاقي شقة إن شاء الله أوضة فوق السطوح بس بعيد عن الحيزبونة عطيات
فاض الأمر لدي هند و التي ألقت ما في جعبتها غير مبالية إلي العواقب
أنا اللي قولتله كدة مش هو أنا قولتله مفيش حل غير نتجوز في أوضتك في شقة أهلك بدل ما بقالنا سنتين خطوبة و قبلها كل واحد فينا كان هايتجنن علي التاني و احترمتك و احترمت أبويا لما طلب مني إننا نتعرف و نحب بعض عقبال ما ظروفه تسمح ويجي يتقدملي و أنا اللي قولتله لاء لو عايزني تدخل البيت من بابه
و أنا و أبوكي وافقنا عليه عشان أخلاقه وجدع و اضطرينا نعصر علي نفسنا و نستحمل أمه عشانه لكن لو كان حبيبك عسل ما تلحسهوش كله و أنا مش مستغنية عنك لما الحربوءة أمه ټحرق في دمك و لا تعمل فيكي حاجة
و هو بيحبني و مش هايسمح لحد حتي لو أمه نفسها إنها تأذيني و أظن مرت مواقف كتير و شوفتي بنفسك
زفرت والدتها بنفاذ صبر
عندك أبوكي أهو أنتي حرة أنتي و هو بس و الله يا هند لو جيتي قولتي حماتي عملت فيا و سوت مش هارد عليكي غير بالشبشب فوق دماغك الناشفة طالعة عنيدة زي أبوكي
احتضنها والدها معقبا
ده العند و كل حاجة حبيبة أبوها هنوده
حبيبي يا بابا ربنا يخليك ليا و عشان الكلام الحلو ده جيبتلك صينية البسبوسة بالمكسرات اللي بتحبها
أخرجت الصينية من الحقيبة صاح والدها مهللا
أيوة بقي يا قلب أبوكي و هاتصلك بجمال دلوقتي هقوله موافقين وكتب الكتاب آخر الشهر
قفزت هند فرحا بين ذراعي والدها
حبيبي يا رمضان
زفرت والدتها من الغيظ
براحتك أنت وبنتك بكرة تجيلك معيطة بالدموع من اللي هاتشوفه في بيت حماتها أبقي خلي البسبوسة أم مكسرات تنفعكم
ذهبت إلي غرفتها و صفقت الباب خلفها ربت رمضان علي رأس ابنته
ما تزعليش من كلام أمك لو حصل أي حاجة بيت أبوكي مفتوح ليكي و لجوزك
يا حبيبي يا بابا
تفتح منيرة باب غرفة نجلها فوجدته مازال يغط في النوم بملابسه منذ الأمس جلست جواره بهدوء أخذت تربت علي ظهره
يوسف يوسف
همهم زافرا بضيق تقلب علي ظهره وبصوت يغلبه النوم
ماما please سيبيني نايم مش قادر أفتح عينيا
لاء هاتصحي وڠصب عنك عايز أتكلم معاك شوية
فتح عينيه بصعوبة الرؤية لديه ضبابية
و هو الكلام مش هايستني لحد ما أصحي!
لكزته بحنق في كتفه
ما أنت و لا علي بالك نايم من امبارح لحد النهاردة المغرب كل ده بسبب الزفت اللي شربته في النايت و راجعلنا سکړان
طيب المطلوب مني إيه دلوقتي
سألها و يقاوم النوم مرغما
مطلوب أنك تقوم وتصحصح عشان اللي هقوله لك مش هعيدو تاني امبارح خليت رقبتي قد السمسمة قدام أبوك عمال يقولي شوفتي تربيتك يا هانم هو ده اللي أتفقنا عليه من شهر يا يوسف
نهض و جلس مربعا ساقيه يدلك عينيه لعله يستعيد وعيه
و هو اليوم اليتيم اللي سهرت فيه بعد شهر شغل خلاص أجرمت
اه طبعا أجرمت أنت شايل اسم العيلة و أي حاجة بتعملها في وشنا أنا سيباك علي راحتك و مش راضية أضغط عليك في موضوع الجواز لأنك راجل مش بنت لكن هتسوء فيها و هتعيش حياتك بالطول والعرض مش هسمح لك
زفر متأففا صاحت والدته
ولد بدل تنفخ واتعدل أحسن ما أعدلك و الله لو
ما أتلميت يا يوسف وصلحت من حالك لأسلم مسئوليتك لأبوك و بعد ما كنت بحوشه عنك هخليه يعمل فيك اللي هو عايزه أقل حاجة هايسحب منك رصيدك و مفيش عربية و يسيبك تعتمد علي نفسك لحد ما تتعلم الأدب
جاء حديثها بنتيجة عكسية صاح بسخط
و أنا مش عيل صغير عشان ټهدديني باللي حضرتك قولتيه ده كله أنا عندي 30 سنة مش عيل مراهق
ابتسمت بسخرية
و
فيه راجل ناضج يعمل اللي أنت بتعمله ده! ما أخوك نور أهو من و هو أصغر منك محترم و مستقيم في ضهر باباك علي طول و علي شرط باباك خلاه يطلع عينه في الشركة لحد ما بقي المسئول التاني من بعده
نهض وبدأ يفك أزرار قميصه متجها نحو غرفة الثياب خاصته ذهبت خلفه توبخه
يوسف أنا مش بكلمك بتعمل إيه
أخرج حقيبة السفر وأخذ يضع داخلها ثيابه
زي ما حضرتك شايفة كدة بالظبط
ألتفت إليها و أخبرها بإصرار
هسيبلكم الفيلا و العربية و كل حاجة و هاروح أعيش مع نفسي عشان ترتاحي أنتي و بابا معلشي بقي ما هي الدنيا مش بتدي كل حاجة عندك ابن محترم زي نور و أنا الفاشل الصايع اللي هجيبلكم العاړ
كانت العاشرة مساء تجلس ابتسام تستذكر دروسها و تتابع رسالة واردة كل حين من عثمان يخبرها كم هو يعشقها و يريد الأيام تمر سريعا حتي تصبح زوجته بينما سعيد الذي علي مشارف سن المراهقة يختبئ أسفل الغطاء و يضع السماعات في أذنيه يشاهد مقاطع من التطبيق الشهير تظهر فيه الفتيات و السيدات علي شاكلة ما تفعله سماح وقع أمامه مقطع لها بالفعل و علي يقين إنها ابنة الجيران حيث أخبره أصدقائه المراهقين إنها صاحبة حساب علي ال TikTok باسم
Hot Soso
يكفي هذا الاسم المستعار الذي يدل علي محتواها الڤاضح والذي تجني من خلفه مئات الدولارات سرابا يركض خلفه ذوات النفوس الضعيفة حتي يجدن أنفسهن علي حافة الهاوية منهن تعود إلي رشدها و تختار التوبة و كثيرات من هوت في ظلام مدقع لا نهاية له في الدنيا و جزائه الچحيم في الآخرة 
تغفو عزيزة علي الأريكة أمام التلفاز بينما غرام تمسك بدفتر ورقي و قلم تقوم بحساب ما تبقي معها من المال و ما هو مطلوب من مأكل و دروس تعليمية و مصاريف اخوتها 
اجفلها صوت طرق عڼيف علي باب منزلهم استيقظت والدتها فزعا خرج كلا من سعيد و ابتسام ليرى كل منهما من هذا الزائر المرعب 
ارتدت غرام حجاب علي عجالة وفتحت الباب وجدت جدران بشړية أمامها يرتدون ثياب غير رسمية سألها قائدهم
ده بيت غرام المصري
ابتلعت لعابها خوفا فأجابت
أيوة هو البيت و أنا غرام
أمرها الضابط بحدة
معانا علي القسم
سألته عزيزة و تمسك بابنتها
فيه يا حضرة الظابط بنتي عملت إيه
بنتك متهمة في سړقة 50 ألف جنيه
الفصل الخامس
يستند رأسه علي زجاج النافذة شاردا في سنين حياته الماضية كيف عاش ما بين الصخب وزحام الحياة بلا هدف والدته لديها الحق فأنه يبلغ الآن الثلاثين و ماذا فعل خلالها!
انتبه إلي يد صاحبه الذي يقود السيارة يعطيه سېجارا
ما تفوكك من جو الكآبة اللي أنت فيه يا چو وفرفش وعيش اللحظة
أخذ السېجار ونظر إليها فسأله
السېجارة دي عادية و لا
غمز الأخر قائلا
و لا طبعا
خد يا رامي بصراحة مليش مزاج
ملكش مزاج و لا بطلت ده شكل رأفت بيه قلب عليك جامد أوي يعني لا معاك عربية و لا كريدت و جاي تقعد معايا
مزاح صديقه لم يتحمله زفر پغضب و صاح
أقف هنا ونزلني
توقف الأخر و ألتفت إليه يسأله بجدية
فيه إيه يا يوسف ما أنت عارف بهزر معاك لاقيك سرحان و مخڼوق قولت أفك عنك شوية 
تأمل يوسف المكان الذي توقف فيه الأخر فسأله
إيه ده إحنا فين
أستني خليك هنا و ما تتحركش هاجيب حاجة من واحد و جايلك
نزل رامي من السيارة وسار نحو شارع مظلم ينتظره شاب يخفي وجهه بالقبعة أخرج له شيء من حقيبته وأعطاه إياه فأعطاه الأخر مبلغ من المال
المرة الجاية هجيلك في المكان التاني أحسن من هنا اتفقنا يا  
أخبره الأخر مبتسما
محسوبك سمير العو يا باشا و لو عايز أي حاجة في أي وقت أديلي تليفون وهتلاقيني عندك
نزل يوسف
من السيارة يستنشق بعض الهواء لاحظ وجود فتاة تسير نحوه من مظهرها الفج ونظرتها الجريئة إليه علم لما هي تقترب منه
أنت رامي بيه ده أنت طلعت حلو أوي
عقد ما بين حاجبيه وسرعان دار الأمر في رأسه شعر بالضيق و الحنق من هذا الرامي الذي يقضي حياته في الملذات و العربدة
ليلتك سودة يا رامي الزفت أنا إيه اللي خلاني أسيب الفيلا
جاء رامي و رأى فتاة الليل تقف أمام
يوسف
مش معقول نهي العايقه
ألتفت إليه
تم نسخ الرابط