من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
ماهر قائلا بحنكة
تعجبيني عرفتي تهربي من الكاميرات وتعيني الملف في مكان ما حدش يتوقعه ولحد دلوقتي ما عرفتوش يا ترى كنتي عيناه فين
وتابع حديثه وهو ينظر الى ذاك المتدرب الآخر مرددا بإشادة
اما انت الملف مفارقش شنطتك اللي رايح وجاي بيها ودي حاجة حلوة انك ما تامنش لاي حاجة ولأي حد ونجحت في الاختبار الأول ليك مبروك وجودك وسط فريق ماهر الريان
ثم وجه ماهر انظاره كي يستمع الى جواب تلك الماكرة الصغيرة والتي لم تخرج بالملف من المكتب واستطاعت
ان تخبئه بمهارة أذهلته والى الآن لم يعرف اين خبأته
أجابته رحمة بثقة
كنت عيناه في دولاب الأرشيف اللي مليان تراب ومحدش بياجي ناحيته خالص وكنت حريصة جدا ان محدش ياخد باله والحمد لله نجحت في اكده و ياريت اكون عند حسن ظن حضرتك
اه شلتيه في سلة الژبالة يعني
فعلا مكان محدش يتوقعه عجبتيني مشلتيش هم الملف تاخديه معاكي وعنتيه في مكان محدش يتوقعه
شابووو ليكي انتي أول متدربة تاجي عندي المكتب وتبقى بالمكر ده علشان اكده اعملي حسابك هتبقي مديرة المكتب بتاعي والمسؤولة عن كل الملفات والقضايا الخاصة بالمكتب
لم تصدق ما قاله ذاك الماهر لتوه ففي لحظة وضحاها أصبحت مديرة مكتبه وظيفة لم تحلم بها ولن يستطيع حدسها ان يصدق تلك المفاجأة فهي الآن مديرة مكتب خط المحاكم بذاته
يا له من تقدم عظيم وفرصة أعطاها لها الزمن ولم تتوقعها
تمام يا فندم وان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك وبإذن الله هتشوف مني شغل واجتهاد ينال اعجاب حضرتك
اما عن ذاك الواقف تحدث اليه قائلا
اما انت يعتبر نجحت في الاختبار لكن عملت المعتاد انك اخدت الملف معاك في كل مكان علشان تضمن أمانه لكن ما
فكرتش تشغل دماغك زي ما هي عملت علشان اكده اتفضل على مكتبك وهتعرف هتعمل ايه بالظبط
وانتي يا انسة اتفضلي مع عزة برة هي هتعرفك كل حاجة وهتفهمك هتعملي ايه بالظبط
غادروا المكتب اما هو عاد إلى ملف القضية الموضوع أمامه كي يدرسه بعناية وكأن شيئا لم يكن فذاك المعتاد لدى ماهر البنان
اما هي خرجت وتوجهت الى عزة مديرة مكتبه قائلة بفرحة
تصوري هبقى مديرة مكتب الاستاذ ماهر البنان مرة واحدة !
ابتسمت إليها عزة قائلة بمباركة
مبروك يا انسه رحمة شفتي ربك عاد كنتي هتمشي في اليوم اللي جايه تختبري فيه ودلوك هتبقي مديرة المكتب وداي حاجة تعلمك ان التسرع في القرارات ما يكونش بالسهولة داي وانك ما تضيعيش الفرص من ايديكي مهما كانت العقبات وده قانون من ضمن قوانين الاستاذ ماهر اللي انا هعلمك كل حاجه عن قوانينه وباذن الله هيوبقى ليكي مستقبل باهر في المجال ده بس اهم حاجة الصبر
كانت تستمع إلى نصائحها بآذان واعية وسجلتها جميعها في عقلها بتركيز والآن ستنطلق رحمة المهدي الى أول طريق نجاحها في مهنتها المحببة الى قلبها
في منزل ماجدة وبالتحديد في الساعة الخامسة عصرا كانت تجلس هي وبناتها كل منهم تتصفح هاتفها فوضعت ماجدة هاتفها على المنضدة ووجهت أنظارها إلى مكة مرددة
عاملة ايه في مذاكرتك يامكة هتقفلى السنة داي وتجيبي الامتياز ولا هتفضلي متابعة شغل السوشيال ميديا بتاعك ده اللى ممنوش فائدة ولا مصلحة
قبل أن تجيب تدخلت سكون هاتفة باندهاش
اسكتي ياماما إنتي متعرفيش عملت ايه دي كانت رايحة سلم المجد والشهرة بطيارة لكن بتك وش فقر
نظرت إليها مكة بسخط وهي تضع يدها على فمها كإشارة تحذيرية لها أن تصمت فهي علمت عن ماذا تقصد رأت ماجدة طريقة مكة فأردفت بتحذير
والله ! ياترى عملتي ايه عاد ومش عايزاني أدرى بيه وبتكتميه يابت بطني ماني عارفاكي وش فقر زي ماهي قالت
أشاحت سكون برأسها لمكة باعتراض ثم تحدثت باستفاضة
البرنسيسة عملت حوار مع نجم كبير ومرضيتش تنشره على صفحتها واللى كان هيجيب لها ملايين المتابعين وقال ايه حرام ومش عايزاهم واصل
مطت ماجدة شفتيها بامتعاض واردفت بسخرية
خليكي معقدة ودماغك ناشفة وهتفضلي طول عمرك إكده امبارح عنديكي زي النهاردة وبكرة ماهتتقدميش
كانت مكة تتصفح هاتفها ولم تستمع إلى حرف واحد من حديث والدتها المعتاد عن تدينها ورؤيتها الدائمة بأنها متمسكة بشدة
وأثناء حديثهم استمعوا الى جرس الباب قامت مكة كعادتها إلى غرفتها ترتدي نقابها عند وصول ضيف أما سكون قامت بفتح الباب ونظرت بدهشة إلى الضيفة الآتية وشكلها غير مألوف ويبدوا عليها الإرهاق
فتحدثت الضيفة بابتسامة هادئة
السلام عليكم انا الإعلامية هند كامل وجاية هنا للأستاذة مكة عايزاها في موضوع شغل هي موجودة ولا لا
رحبت بها سكون بعلامات وجه يبدوا عليها الاندهاش ثم أفسحت لها المجال أن تدلف
أهلا وسهلا بحضرتك اتفضلي هي موجودة
دخلت الإعلامية منزلهم وهي تنظر إليه تتفحصه بعناية ثم أدخلتها سكون حجرة الصالون ونادت على والدتها
أتت ماجدة إليهم وتحدثت وهي تنظر إلى الضيفة نفس نظرات سكون مرددة
أهلا وسهلا مين حضرتك
أجابتها سكون تلك المرة
دي الإعلامية هند كامل وبتقول إنها عايزة الأستاذة مكة في شغل
رفعت ماجدة حاجبها باندهاش مرددة بتلقائية مغلفة بالذهول
شغل وأستاذة مكة في جملة واحدة ! إنتي متوكدة من انك جاية المكان
الصح ياأستاذة
اندهشت تلك الهند من ذهولهم الغير مفهوم مما جعلها تشعر أنها أتت مكانا خاطئا ثم سألتهم مرة أخرى
إزاي يعني ده مش بيت أستاذة مكة الجندي الطالبة بكلية الصحافة والإعلام
أجابتها سكون وهي تنظر إلى والدتها بأعين محذرة
أه ياحبيبتي هو ثواني هندهالك تحبي تشربي ايه
رفضت أن تتناول أي مشروب وعللت بأنها حين تشعر باحتياجها لشئ ما ستطلب
ذهبت سكون كي تنادي مكة وهي على نفس ذهولها دخلت غرفتها وهتفت بدعابة
الأستاذة مكة ممكن تتكرم وتاجي تقابل ضيوف عايزينها برة في شغل مهم
انزعجت مكة من طريقتها ورددت بضيق
شوفي بقى أني مخڼوقة منيكي ولو مبطلتيش مقلتة وانظبطي معاي هطلع عفاريتي عليكي
قهقهت سكون على طريقتها بشدة ثم أردفت بتأكيد
الله وأني مالي عاد هو إنتي بتقولي شكل للبيع في إعلامية برة بتقول إنها عايزاكي في شغل واسمها هند كامل يالا همي عاد علشان مينفعش إكدة نتأخروا عليها
حينما استمعت إلى الاسم عرفتها على الفور فهي متابعة جيدة لصفحتها علي الفيسبوك والانستجرام فهتفت باندهاش
إنتي متوكدة عاد ان الأستاذة هند كامل بنفسيها برة وعايزة تقابلني !
ضړبت سكون كفا بكف من ذهولها وهتفت بتأكيد
والله هي قالت إكده هو أني كنت أعرف جنابها يعني
يالا اخرجي عاد وكفاية قر وتتأخري عليها
خرجت مكة كالبلهاء من غرفتها وهي تكذب حدسها أن من بالخارج هي من ببالها
ولكن خرجت ببجامتها القطنية وشعرها الأسود اللامع ينسدل على ظهرها ويصل إلى منتصفه بل ويزيد وبعض من خصلاته تنسدل على عيونها ذات اللون الأزرق ونسيت أن ترتدي حجابها ولا نقابها
ولكن سكون لاحظت ذلك وكادت أن تنادي عليها الا انها انطلقت مسرعة ووصلت الى مكان تلك الإعلامية
دخلت اليهم وعيناها تترصد رؤية تلك الهند وقد كان وجدتها هي بذاتها
وقفت امامها وهي تردد السلام بانبهار فهي تعشقها بشده وتعتبر مثلها الأعلى في الإعلام نظرا لثقافتها الشديدة واهتمامها بالمواضيع الجادة وكما انها إعلامية ممتازة من الدرجة الأولى
فتحدثت مكة بلباقة وهي تسلم عليها
نورتي المكان يا أستاذة والله ما مصدقه حالي اني شايفاكي قدام عيوني وبسلم عليكي
هو ده بجد ولا خيال
بادلتها هند مصافحتها بحرارة وأجابتها بابتسامة وهي تنظر الى ملامحها الجميلة بانبهار وشبهتها بإحدى بطلات الأساطير من شده جمالها الأخاذ
لا بجد يا ستي انا جاية لك مخصوص علشان عايزاكي في شغل مالك مسهمة كده ليه
انتبهت مكة لحالها وأجابتها وهي تجلس أمامها
معقولة عايزاني اني في شغل ! ممكن حضرتك تفهميني اكتر
اما والدتها تحدثت اليها بسخرية
ايه الجمال ده كله يا مكة يا بتي شكلك كيف القمر النهاردة
فهي تعلم جيدا مدى تشبث ابنتها بأن تلتزم بنقابها حتى أمام السيدات وترفض الجلوس في الأماكن التي تجتمع فيها النساء وهي رافعة النقاب خشية من ان تحكي احداهن او تصف شكلها الى أي مخلوق ولكن عندما ذكرتها والدتها بكلامها ذاك احست بتسرعها ووضعت يدها على شعرها تلقائيا وهي تنظر الى هند بابتسامة شاحبة
ثم استأذنت منها مرددة وهي تقوم من مكانها
بعد اذنك يا أستاذة ثواني وراجعة لحضرتك
انطلقت من أمامهم وذهبت الى غرفتها وارتدت الاسدال الفضفاض الخاص بها ووضعت حجابه على راسها ولم تلبس النقاب فهي راتها
خرجت اليهم فتحدثت هند بتعجب
ليه لبستيه ما انتي كنت زي القمر دلوقتي على
راي والدتك
تحمحمت بهدوء واجابتها
معلش يا استاذة اعذريني برتاح إكده
وتابعت حديثها وهي تسألها باستفسار
حضرتك بتقولي عايزاني في شغل ممكن أعرف طبيعة الشغل ده ايه مع العلم ان لسه في آخر سنه في الجامعة
شرحت هند ما تحتاجه منها باستفاضة
شوفي يا ستي انا عرفت ان انت عملتي حوار صحفي مع النجم ادم المنسي وبصراحة شفت الحوار وعجبني جدا ومن مصادري الخاصه عرفت ان انتي صاحبة الحوار عجبتني طريقتك جد ا وحابه ان انت تنضمي لفريقي الإعلامي ايه رايك
بنبرة ذهول نطقت متسرعة وكأنها تقلل من حالها
عجبك شغلي أني متأكده ان انا اللي تقصديها
ابتسمت بخفة وأجابتها
اه يا بنتي مالك مستغربة كده ليه
تحدثوا مع بعضهم كثيرا وطلبت منها هند ان تأتي اليها غدا وأعطتها عنوان الاستوديو الخاص بها ثم استأذنتهم في المغادرة
وبعد ان غادرت نظرت مكة الى سكون مرددة باستعطاف
طبعا إنتي هتاجي معاي ومش هتهمليني اروح لحالي
ولا ايه يا دكتورة
اجابتها سكون وهي ترفع قامتها بكبر مصطنع
دلوك بتحترميني عاد وبتناديني بالدكتورة من شوي كنتي عايزه تبلعيني
على العموم اني مش فاضية وراي شغل كتير في المستشفى شوفي لك حد غيري
تحايلت عليها مكة وهتفت بإصرار
يارب تاخدي الماجستير بتقدير امتياز يا رب يخليكي بالله عليكي ماتسبيني لحالي
وظلت تحايلها فأسكتتها سكون
خلاص خلاص هاجي معاكي اكتمي عاد جبتي لي صداع بس ابقي افتكري وما تنسيش واصل
قامت مكة مسرعة من مكانها واحتضنتها ثم ذهبت الى غرفتها وهي سعيدة للغايه بأن حلمها بان يصبح اسمها في الإعلام يحلق الآن امام عيناها
اما هند صعدت سيارتها وامسكت
هاتفها وقامت بالاتصال على رقم ما وما ان اتاها الرد فتحدثت بإشادة عن حالها
طبعا وافقت ومن بكره هتيجي اول ميتنج هنتفق على كل حاجه دي اصلا اول ما شافتني انهبلت
كان المتحدث مضطجعا على مكتبه ومستمتعا لأدنى حد فقد بدأ يقترب منها ويصل لمبتغاه
فسألها بجدية
وامتى المعاد يانودي بالظبط
أجابته
بكرة الساعة اتنين الضهر هتيجي
ياسلام أمال أنا باعتك ليه ياهانم لله وللوطن مثلا جملة تهكمية نطقها ذاك المتحدث وتابع كلماته
طبعا متعرفش حاجة زي مامتفقين
أراحت باله وطمأنته
of
متابعة القراءة